تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ١٨٠
سورة البقرة 205 207 على خصمه قلت لده يلده لدا يقال رجل ألد وامرأة لداء وقوم لد قال الله تعالى (وتنذر به قوما لدا) قال الزجاج اشتقاقه من لد يدي العنق وهما صفحتان وتأويله أنه في أي وجه أخذ من يمين أو شمال في أبواب الخصومة غلب والخصام مصدر خاصمه خصاما ومخاصمة قاله أبو عبيدة وقال الزجاج وهو جمع خصم يقال خصم وخصام وخصوم مثل بحر وبحار وبحور قال الحسن ألد الخصام أي كاذب القول قال قتادة شديد القسوة في المغصية جدل بالباطل يتكلم بالحكمة ويعمل بالخطيئة أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ إن أبغض الرجال إلى الله تعالى الألد الخصم \ 205 (وإذا تولى) أي أدبر وأعرض عنك (سعى في الأرض) أي عمل فيها وقيل سار فيها ومشى (ليفسد فيها) قال ابن جريج قطع الرحم وسفك دماء المسلمين (ويهلك الحرث والنسل) وذلك أن الأخنس كان بينه وبين ثقيف خصومة فبيتهم ليلة فأحرق زروعهم وأهلك مواشيهم قال مقاتل خرج إلى الطائف مقتضيا مالا له على غريم فأحرق له كدسا وعقر له أتانا والنسل نسل كل دابة والناس منهم وقال الضحاك وإذا تولى أي ملك الأمر وصار واليا سعى في الأرض قال مجاهد في قوله عز وجل (وإذا تولى سعى في الأرض) قال إذا ولي يعمل بالعدوان والظلم فأمسك الله المدر وأهلك الحرث والنسل (والله لا يحب الفساد) أي لا يرضى بالفساد وقال سعيد بن المسيب قطع الدراهم من الفساد في الأرض 206 قوله (وإذا قيل له اتق الله) أي خف الله (أخذته العزة بالإثم) أي حملته العزة حمية الجاهلية على الفعل بالإثم أي بالظلم والعزة والتكبر والمنعة وقيل معناه أخذته العزة للإثم الذي في قلبه فأقام الباء مقام اللام قوله (فحسبه جهنم) أي كافيه (ولبئس المهاد) أي الفراش قال عبد الله بن مسعود إن من أكبر الذنب عند الله أن يقال للعبد اتق الله فيقول عليك بنفسك وروي أنه قيل لعمر بن الخطاب اتق الله فوضع خده على الأرض تواضعا لله عز وجل 207 قوله تعالى (ومن الناس من يشتري نفسه ابتغاء مرضاة الله) أي لطلب رضا الله تعالى (والله رؤوف بالعباد) روي عن ابن عباس والضحاك أن هذه الآية نزلت في سرية الرجيع وذلك أن كفار قريش بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة إنا قد أسلمنا فابعث إلينا نفرا من علماء أصحابك يعلموننا
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»