تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ١٧٨
سورة البقرة 202 203 أخبرنا الربيع بن سليمان أخبرنا الشافعي أخبرنا سعيد بن سالم القداح عن ابن جريج عن يحيى بن عبيد مولى السائب عن أبيه عبد الله بن السائب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيما بين ركن بني جمح والركن الأسود (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) 202 قوله تعالى (أولئك لهم نصيب) حظ (مما كسبوا) من الخير والدعاء والثواب والجزاء (والله سريع الحساب) يعني إذا حاسب عبده فحاسبه سريع لا يحتاج إلى عقد يد ولا وعي صدور ولا إلى رؤية ولا فكر قال الحسن أسرع من لمح البصر وقيل معناه إتيان القيامة قريب لأن ما هو آت لا محالة فهو قريب قال الله تعالى (وما يدريك لعل الساعة قريب) 203 قوله تعالى (واذكروا الله) يعني التكبيرات أدبار الصلاة وعند الجمرات يكبر مع كل حصاة وغيرها من الأوقات (في أيام معدودات) الأيام المعدودات هي أيام التشريق وهي أيام منى ورمي الجمار سميت معدودات لقلتهن كقوله (دراهم معدودة) والأيام المعلومات عشر ذي الحجة آخرهن يوم النحر هذا قول أكثر أهل العلم وروي عن ابن عباس المعلومات يوم النحر ويومان بعده والمعدودات أيام التشريق وعن علي قال المعلومات يوم النحر وثلاثة أيام بعده وقال عطاء عن ابن عباس المعلومات يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق وقال محمد بن كعب هما شيء واحد وهي أيام التشريق وروي عن نبيشة الهزلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله \ ومن الذكر في أيام التشريق التكبير واختلفوا فيه فروي عن عمرو عن عبد الله بن عمر أنهما كانا يكبرا بمنى تلك الأيام خلف الصلاة وفي المجلس وعلى الفراش والفسطاط وفي الطريق ويكبر الناس بتكبيرهما ويتلوان هذه الآية والتكبير أدبار الصلاة مشروع في هذه الأيام في حق الحاج وغير الحاج عند عامة العلماء واختلفوا في قدره فذهب قوم إلى أنه يبتدئ التكبير عقيب صلاة الصبح من يوم عرفة ويختم بعد العصر من آخر أيام التشريق يروى ذلك عن عمر وعن علي رضي الله عنهما وبه قال مكحول وإليه ذهب أبو يوسف رضي الله عنه وذهب قوم إلى أنه يبتدئ التكبير عقيب صلاة الصبح من يوم عرفة ويختم بعد العصر من يوم النحر يروى ذلك عن ابن مسعود وبه قال أبو حنيفة رضي الله عنه وقال قوم يبتدئ التكبير عقيب صلاة الظهر من يوم النحر ويختم بعد الصبح من آخر أيام التشريق يروى ذلك عن ابن عباس وبه قال مالك والشافعي في أحد قوليه قال الشافعي لأن الناس فيه تبع للحاج وذكر الحاج
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»