تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٩٢
كأنه يقول لأبي جهل: الويل لك يوم تموت، والويل لك يوم تبعث، والويل لك يوم تدخل النار وتخلد فيها.
وقال قتادة: ذكر لنا أن النبي (عليه السلام) لما نزلت هذه الآية اخذ بمجامع ثوب أبي جهل بالبطحاء وقال له: " * (أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى) *) فقال أبو جهل: أتوعدني يا محمد والله ما تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بي شيئا وأني لأعز من مشى بين جبليها، فلما كان يوم بدر أشرف عليهم وقال: لا نعبد الله بعد اليوم، فصرعه الله شر مصرع، وقتله أسوأ قتلة، أقعصه ابنا عفراء وأجهز عليه ابن مسعود، قال: وذكر لنا أن أبا جهل كان يقول: لو علمت أن محمدا رسول الله ما أتبعت غلاما من قريش قال: وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (إن لكل أمة فرعونا وأن فرعون هذه الأمة أبو جهل).
" * (أيحسب الإنسان أن يترك سدى) *) هملا لا يؤمر ولا ينهى يقال: أسديت حاجتي أي ضيعتها، وأبل سدى ترعى حيث شاءت بلا راع. " * (ألم يك نطفة من مني يمنى) *) قرأ الحسن وابن محيص وأبو عمرو ويعقوب وسلام بالياء وهي رواية المفضل وحفص عن عاصم واختيار أبي عبيد لأجل المنى، وقرأ الباقون بالتاء لأجل النطفة وهو اختيار أبي حاتم.
" * (ثم كان علقة فخلق فسوى) *) خلقه " * (فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك) *) الذي فعل هذا " * (بقادر على أن يحيي الموتى) *).
أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا القطيعي قال: حدثنا الكندي قال: حدثنا سعيد بن بنان الصفار قال: حدثنا شعبة قال: حدثني يونس الطويل جليس لأبي إسحاق الهمداني عن البراء بن عازب قال: لما نزلت هذه الآية " * (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى) *) قال رسول الله (عليه السلام): (سبحانك وبلى).
وأخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الربيعي قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله ابن أيوب المخزومي قال: حدثنا صالح بن مالك قال: حدثنا أبو نوفل علي بن سليمان قال: حدثنا أبو إسحاق السبيعي عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال: من قرأ " * (سبح اسم ربك الأعلى) *) إماما كان أو غيره فليقل: سبحان ربي الأعلى، ومن قرأ: " * (لا أقسم بيوم القيامة) *) فإذا انتهى إلى آخرها فليقل: سبحانك اللهم بلى، إماما كان أو غيره.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»