تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٩٣
((سورة الإنسان (الدهر)) مكية، وهي ألف وأربع مائة وخمسون حرفا، ومائتان وأربعون كلمة، وإحدى وثلاثون آية أخبرني نافل بن راقم قال: حدثنا محمد بن شادة قال: حدثنا أحمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا مسلم بن قتيبة عن شعبة عن عاصم عن زر عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة هل أتى كان جزاؤه على الله جنة وحريرا).
بسم الله الرحمن الرحيم 2 (* (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا * إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا * إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا * إنآ أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا * إن الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا * عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا) *) 2 " * (هل أتى) *) قد أتى " * (على الإنسان) *) آدم (عليه السلام)، وهو أول من سمي به " * (حين من الدهر) *) أربعون سنة ملقى بين مكة والطائف قبل أن ينفخ الروح فيه " * (لم يكن شيئا مذكورا) *) لا يذكر ولا يعرف ولا يدري ما اسمه ولا ما يراد به، وروى أن عمر سمع رجلا يقول " * (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) *) فقال عمر: ليتها تمت، وقال عون بن عبد الله: قرأ رجل عند ابن مسعود الآية فقال: إلا ليت ذلك.
" * (إنا خلقنا الإنسان) *) يعني ولد آدم " * (من نطفة) *) يعني من مني الرجل ومني المرأة، وكل ماء قليل في وعاء فهو نطفة، كقول عبد الله بن رواحة: هل أنت إلا نطفة، وجمعها نطاف ونطف، وأصلها من نطف إذا قطر. " * (أمشاج) *) أخلاط، واحدها مشج مشيج مثل حذن وحذين قال رؤبة:
يطرحن كل معجل نساج لم يكس جلدا في دم أمشاج
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»