تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ١٠٣
أخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا حامد بن محمد قال: حدثنا موسى بن إسحاق قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: أرض الجنة من ورق وترابها مسك وأصول شجرها ذهب وفضة وأفنانها لؤلؤ وزبرجد وياقوت، والورق والثمر تحت ذلك فمن أكل قائما لم يؤذه (ومن أكل جالسا لم يؤذه) ومن أكل مضطجعا لم يؤذه فذلك قوله سبحانه: * (وذللت قطوفها تذليلا) * * (ويطاف عليهم بأنية من فضة وأكواب كانت قواريرا قوارير من فضة) *) قال المفسرون: أراد بياض الفضة في صفاء القوارير فصفاؤها صفاء الزجاج وهي من فضة.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون قال: أخبرنا مكي قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر قال: حدثنا سفيان وأخبرنا عبد الله بن حامد قال: حدثنا محمد بن حمدويه قال: حدثنا محمود ابن آدم قال: حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس في قوله سبحانه: " * (قوارير من فضة) *) قال: لو أخذت فضة من فضة الدنيا فضربتها حتى جعلتها مثل جناح الذباب لم تر الماء من ورائها، ولكن قوارير الجنة في بياض الفضة في صفاء القارورة.
وقال الكلبي والثمالي: إن الله سبحانه جعل قوارير كل قوم من تراب أرضهم وإن تراب الجنة من فضة فجعل من تلك الفضة قوارير يشربون فيها. " * (قدروها تقديرا) *) على قدر رتبهم لا يزيد ولا ينقص، وقال الربيع والقرطبي: على قدر الكف، وقراءة العامة بفتح القاف والدال قدرها لهم السقاة الذين يطوفون بها عليهم.
وأخبرني بن فنجويه قال: حدثنا ابن شنبه قال: حدثنا أبو حامد المستملي قال: أخبرنا محمد بن حاتم الرقي قال: أخبرنا هشام قال: أخبرنا إسماعيل بن سالم عن الشعبي قال: سمعته قرأها قدروها بضم القاف وكسر الدال أي قدرت عليهم فلا زيادة فيها ولا نقصان. قال: وسمعت غيره قدروها في أنفسهم فأتتهم على ما قدروا لا يزيد ولا ينقص.
" * (ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا) *) سوق ومطرب من غير لدع، والعرب تستحب الزنجبيل قال شاعرهم:
كأن جنيا من الزنجبيل خالط فاها وأريا مشورا وقيل: هو عين في الجنة توجد منها طعم الزنجبيل.
قال قتادة: شربها المقربون صرفا ويمزج لسائر أهل الجنة.
" * (عينا فيها تسمى سلسبيلا) *) قال قتادة: سلسة منقادة لهم يصرفونها حيث شاءوا، وقال
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»