تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٩٧
فنسب العبوس إلى اليوم كما يقال: يوم صائم وليل نائم، وقال ابن عباس: يعبس الكافر يومئذ حتى يسيل من بين عينيه عرق مثل القطران، وقيل: وصف اليوم بالعبوس لما فيه من الشدة والهول كالرجل الكالح البائس.
" * (قمطريرا) *) روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: العبوس: الضيق، والقمطرير: الطويل. الكلبي: العبوس: الذي لا انبساط فيه والقمطرير: الشديد. وقال قتادة ومجاهد ومقاتل: القمطرير: الذي يقلص الوجوه ويقبض الحياة وما بين الأعين من شدته. قال الأخفش: القمطرير أشد ما يكون من الأيام وأطوله في البلاء يقال: يوم قمطرير وقماطر إذا كان شديدا لكربها. قال الشاعر:
ففروا إذا ما الحرب ثار غبارها ولج بها اليوم العبوس القماطر وأنشد الفراء:
بني عمنا هل تذكرون بلانا عليكم إذا ما كان يوم قماطر وقال الكسائي: أقمطر القوم وأزمهر أقمطرارا وازمهرارا وهو الزمهرير والقمطرير، ويوم مقمطر إذا كان صعبا شديدا. قال الهذلي:
بنو الحرب أرضعنا لهم مقمطرة فمن تلق منا ذلك اليوم يهرب " * (فوقياهم الله شر ذلك اليوم) *) الذي يخافون " * (ولقيهم نضرة) *) في وجوههم " * (وسرورا) *) في قلوبهم " * (وجزاهم بما صبروا) *) على طاعة الله وعن معصيته، وقال الضحاك: على الفقر. القرطبي: على الصوم. عطاء: على الجوع.
وروي سعيد بن المسيب عن عمر قال: سئل رسول الله (عليه السلام) عن الصبر فقال: (الصبر أربعة أولها الصبر عند الصدمة الأولى والصبر على أداء الفرائض، والصبر على اجتناب محارم الله، والصبر على المصائب). " * (جنة وحريرا) *) قال الحسن: أدخلهم الجنة وألبسهم الحرير. " * (متكئين) *) نصب على الحال " * (فيها) *) في الجنة " * (على الأرائك) *) السرر في الحجال لا تكون أريكة إذا اجتمعا. قال الحسن: وهي لغة أهل اليمن كان الرجل العظيم منهم يتخذ أريكة فيقال: أريكه فلان.
وقال مقاتل: الأرائك: السرر في الحجال من الدر والياقوت موضونة بقضبان الذهب والفضة وألوان الجواهر. " * (لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا) *) أي شتاء ولا قيضا.
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»