تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٩٦
2 (* (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا * ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزآء ولا شكورا * إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا * فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا * متكئين فيها على الارائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا) *) 2 " * (يوفون بالنذر) *) قال قتادة: بما فرض الله سبحانه عليهم من الصلاة والزكاة والحج والعمرة وغيرها من الواجبات، وقال مجاهد وعكرمة: يعني إذا بدروا في طاعة الله وفوا به. " * (ويخافون يوما كان شره مستطيرا) *) ممتدا قاسيا يقال استطار الصدع في الزجاجة واستطال إذا امتد، ومنه قول الأعشى:
وبانت وقد أسأرت في الفؤاد صدعا على نأيها مستطيرا " * (ويطعمون الطعام على حبه) *) قال ابن عباس: على قلته وحسبهم إياه وشهوتهم له، وقال الداري: على حب الله، وقال الحسين بن الفضل: على حب إطعام الطعام. " * (مسكينا ويتيما وأسيرا) *) وهو الحربي يؤخذ قهرا أو المسلم يحبس بحق. قال قتادة: بعد أمر الله بالأسراء أن يحسن إليهم، وأن أسراءهم يومئذ لأهل الشرك فأخوك المسلم أحق أن تطعمه، وقال مجاهد وسعيد بن جبير وعطا: هو المسجون من أهل القبلة.
أخبرني الحسن قال: حدثنا موسى بن محمد بن علي بن عبد الله قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية قال: حدثنا عباد بن أحمد العرزمي قال: حدثنا عمي عن أبيه عن عمرو بن قيس عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي (عليه السلام) * * (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا) *) قال: (فقيرا) * * (ويتيما) *) قال: (لا أب له) * * (وأسيرا) *) قال: (المملوك والمسجون)، وقال أبو حمزة الثمالي: الأسير المرأة، ودليل هذا التأويل قول النبي (عليه السلام): (استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان).
" * (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) *) فيه وجهان: أحدهما أن يكون جمع الشكر كالفلوس بجمع الفلس، والكفور بجمع الكفر، والآخران يكون بمعنى المصدر كالفعول والدخول والخروج.
قال مجاهد وسعيد بن جبير: أما أنهم ما تكلموا به، ولكن علمه الله من قلوبهم فأثنى عليهم ليرغب في ذلك راغب.
" * (إنا نخاف من ربنا يوما) *) في يوم " * (عبوسا) *) تعبس فيه الوجوه من شدته وكثرة مكارهة
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»