تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ١٢٢
وقرأ العامة: " * (أن الحمد لله) *) بالتخفيف والرفع، وقرأ بلال بن أبي بردة وابن محيصن أن مثقلا الحمد نصبا.
" * (ولو يعجل الله للناس الشر) *) فيه اختصار ومعناه: " * (ولو يعجل الله للناس) *) الآية ذهابهم في الشرك استعجالهم بالإجابة في الخير " * (لقضي إليهم أجلهم) *) أي لفرض من هلاكهم ولماتوا جميعا. قال مجاهد: هو قول الإنسان لولده وماله إذا غضب: (اللهم أهلكه، اللهم لا تبارك له فيه والعنه) يتخذها الرجل على نفسه وولده وأهله وماله بما يكره أن يستجاب له.
شهر بن حوشب.
قرأت في بعض الكتب أن الله تعالى يقول للملكين الموكلين: لا تكتبا على عبدي في حال ضجره شيئا.
وقرأ العامة: لقضي إليهم آجالهم برفع القاف واللام على خبر تسمية الفاعل، وقرأ عوف وعيسى وابن عامر ويعقوب: بفتح القاف واللام، وقرأ الأعمش: لقضينا، وكذلك هو في مصحف عبد الله، وقيل: أنها نزلت في النضر بن الحرث حين قال: " * (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء) *) الآية يدل عليه قوله تعالى: " * (فنذر الذين لا يرجون لقاءنا) *) لا يخافون البعث والحساب ولا يأملون الثواب " * (في طغيانهم يعمهون وإذا مس) *) أصاب " * (الإنسان الضر) *) الشدة والجهد " * (دعانا لجنبه) *) على جنبه مضطجعا " * (أو قاعدا أو قائما) *) فإنما يريد جميع حالاته لأن الإنسان لا يعدو أحد هذه الخلال " * (فلما كشفنا) *) رفعنا وفرجنا " * (عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه) *) أي استمر على طريقته الأولى، قيل: أن يصيبه الضر ونسي ما كان فيه من الجهد والبلاء وترك الشكر والدعاء، قال الأخفش: كأن لم يدعنا وكأن لم يلبثوا وأمثالها، كأن الثقيلة والشديدة كأنه لم يدعنا " * (كذلك) *) أي كما زين لهذا الإنسان الدعاء عند البلاء والإعراض عند الرخاء كذلك " * (زين للمسرفين) *) الآية زين الجد في الكفر والمعصية " * (ما كانوا يعملون) *) من الكفر والمعصية والإسراف يكون في النفس، وفي قراءة: ضيع نفسه وجعلها عابد وثن وضيع ماله إذ جعله (سائبا بلا خير)، ومعنى الكلام أسرفوا في عبادتهم وأسرفوا في نفقاتهم.
" * (ولقد أهلكنا القرون من قبلكم) *) يعني الأمم الماضية. قال ابن عباس: بين القرنين ثمان وعشرون سنة.
" * (لما ظلموا) *) أشركوا " * (وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك) *) أي كما أهلكناهم بكفرهم وتكذيبهم رسلهم " * (نجزي) *) نهلك " * (القوم المجرمين) *) المشركين تكذيبهم
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»