وقال أبو روق: لقضي بينهم، لأقام عليهم الساعة، وقيل: الفزع من هلاكهم، وقال عيسى ابن عمر: لقضى بينهم بالفتح لقوله: * (من ربك) * * (فيما فيه يختلفون) *) من الذين " * (ويقولون) *) يعني أهل مكة " * (لولا أنزل عليه) *) أي على محمد " * (آية من ربه فقل) *) لهم يا محمد ما سألتموني الغيب " * (إنما الغيب لله) *) ما يعلم أحدكم بفعل ذلك إلا هو، وقيل: الغيب، نزول الآية متى تنزل نزل " * (فانتظروا) *) نزول الآية " * (إني معكم من المنتظرين) *) لنزولها، وقيل: فانتظروا قضاء الله بيننا بإظهار الحق على الباطل. وقال الحسن: فانتظروا مواعيد الشيطان وكانوا مع إبليس على موعد فيما يعدهم ويمنيهم أني معكم من المنتظرين. فأنجز الله وعده ونصر عبده.
2 (* (وإذآ أذقنا الناس رحمة من بعد ضرآء مستهم إذا لهم مكر فىءاياتنا قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون ما تمكرون * هو الذى يسيركم فى البر والبحر حتى إذا كنتم فى الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جآءتها ريح عاصف وجآءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هاذه لنكونن من الشاكرين * فلمآ أنجاهم إذا هم يبغون فى الارض بغير الحق ياأيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحيواة الدنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون * إنما مثل الحيواة الدنيا كمآء أنزلناه من السمآء فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس والانعام حتى إذآ أخذت الارض زخرفها وازينت وظن أهلهآ أنهم قادرون عليهآ أتاهآ أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالامس كذالك نفصل الآيات لقوم يتفكرون * والله يدعوإلى دار السلام ويهدى من يشآء إلى صراط مستقيم) *) 2 " * (وإذا أذقنا الناس) *) يعني الكفار " * (رحمة من بعد ضراء مستهم) *) أي راحة ورخاء بعد شدة وبلاء، وقيل: عنى به القطر بعد القحط " * (إذا لهم مكر في آياتنا) *) قال مجاهد: استهزاء وتكذيب. مقاتل بن حسان: لا يقولون هذا رزق الله فإنما يقولون: سقينا بنوء كذا وهو قوله: " * (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) *) * * (قل الله أسرع مكرا) *) أعجل عقوبة وأشد أخذا وأقدر على الجزاء، وقال مقاتل صنيعا. " * (إن رسلنا) *) حفظتنا " * (يكتبون ما تمكرون) *) قرأ العامة بالتاء لقوله، وقراءة الحسن ومجاهد وقتادة ويعقوب: يمكرون بالياء لقوله: " * (إذا لهم) *) وهي رواية هارون عن أبي عمرو.
" * (هو الذي يسيركم في البر والبحر) *) يبحر بكم ويحملكم على التسيير، وقرأ أبو جعفر وابن عامر: ينشركم بالنون من النشر، وهو (البسط) في البر على الظهر وفي البحر على الفلك