تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ١١٧
ولأن الحكيم من بعث القرآن، دليله قوله: " * (الر كتاب أحكمت آياته) *) ونحوها فيكون على هذا التأويل تلك يعني هذه وقد مضى القول في هذه المسألة في أول سورة البقرة " * (الحكيم) *) المحكوم بالحلال والحرام والحدود والأحكام.
وقال مقاتل: المحكم من الباطل لا كذب فيه ولا اختلاف وهو فعيل بمعنى فاعل كقول الأعمش في قصيدته:
وعزيمة تأتي الملوك حكيمة قد قلتها ليقال من ذا قالها وقيل: هو الحاكم فعيل بمعنى فاعل بأنه قرأ: نزل فيهم الكتاب بالحق " * (ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه) *) وقيل: بمعنى المحكوم فيه فعيل بمعنى المفعول.
قال الحسن: حكم فيه بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وحكم فيه بالنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي وحكم فيه بالجنة لمن أطاعه وبالنار لمن عصاه.
وقال عطاء: حكيم بما حكم فيه من الأرزاق والآجال بما شاء.
" * (أكان للناس عجبا) *) الآية، قال ابن عباس: لما بعث الله محمدا رسولا أنكرت الكفار وقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا مثل محمد فأنزل الله تعالى: " * (أكان للناس) *) أهل مكة والألف للتوبيخ " * (عجبا) *) * * (أن أوحينا) *) أن في محل الرفع وأوحينا صلة له تقديره أكان للناس عجبا لإيحائنا " * (إلى رجل منهم) *) محمد، وفي حرف عبد الله: عجيب، بالرفع على اسم كان، وأن في محل نصب على خبره " * (أن أنذر الناس) *) أن على محل نصب بقصد الخافض وكذلك الثانية.
" * (وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم) *).
قال ابن عباس: أجرا حسنا بما قدموا من أعمالهم. قال الضحاك: ثواب صدق. مجاهد: الأعمال الصالحة، علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: سبقت لهم السعادة في الذكر الأول. سلف صدق، زيد بن أسلم: محمد صلى الله عليه وسلم شفيع لهم. يمان: إيمانهم، عطاء: مقام صدق لا زوال فيه ولا بؤس، نعيم مقيم وخلود وخلود لا موت فيه، الحسن: عمل صالح أسلفوه (فأثابهم) عليه، الأعمش: سابقة صدق. أبو حاتم: منزل صدق نظيره " * (وقل رب أدخلني مدخل صدق) *) عبد العزيز بن يحيى: قدم صدق. قوله عز وجل: " * (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى) *). الزجاج: منزلة رفيعة، وقيل: هو بعثهم وتقديم الله تعالى هذه الأمة في البعث يوم
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»