تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ١٢٧
" * (حتى إذا كنتم في الفلك) *) أي في السفن يكون واحد أو جمعا، وقرأ عيسى الفلك بضم اللام.
" * (وجرين بهم) *) يعني جرت السفن بالناس وهذا خطاب تكوين رجع من الخطاب إلى الخبر " * (بريح طيبة وفرحوا بها) *) أي الريح " * (جاءتها) *) يعني الفلك وهو جواب لقوله حتى إذا جاءتها " * (ريح عاصف) *) شديد يقال: عصفت الريح وأعصفت والريح، مذكر ومؤنث، وقيل: لم يقل: عاصفة لاختصاص الريح بالعصوف، وقيل: للنسب أي ذات عصوف " * (وجاءهم) *) يعني سكان السفينة " * (الموج) *) وهو حركة الماء وأخلاطه " * (من كل مكان وظنوا) *) وأيقنوا " * (أنهم أحيط بهم) *) إذا أحاط بهم الهلاك " * (دعوا الله) *) هنالك " * (مخلصين له الدين) *) للدعاء دون أوثانهم وكان مفزعهم إلى الله دونها.
روى (الثوري) عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيد في قوله تعالى: " * (مخلصين له الدين) *) قال: قالوا في دعائهم: أهيا شراهيا وتفسيره: يا حي يا قيوم " * (لئن أنجيتنا) *) خلصتنا يا ربنا " * (من هذه) *) الريح العاصف " * (لنكونن من الشاكرين) *) لك بالإيمان والطاعة " * (فلما أنجاهم إذا هم يبغون) *) يظلمون ويتجاوزون إلى غير أمر الله " * (في الأرض بغير الحق يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم) *) الآن وباله راجع إليها وجزاؤه لاحق، وأتم الكلام هاهنا كقوله تعالى: " * (لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ) *) أي هذا بلاغ وقيل هو كلام متصل، والبغي ابتداء ومتاع خبره، وقوله على أنفسكم صلة المتاع ومعناه " * (إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا) *) ولا يصلح لزاد المعاد لأنكم استوجبتم غضب الله.
وقرأ ابن إسحاق وحفص: متاعا بالنصب على الحال " * (ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون إنما مثل الحياة الدنيا) *) في فنائها وزوالها " * (كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس) *) من الحبوب والبقول والثمار " * (والأنعام) *) من الحشيش والمراعي.
" * (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها) *) حسنها وبهجتها " * (وأزينت) *) هذا قراءة العامة، وتصديقها قراءة عبد الله بن مسعود: وتزينت، وقرأ أبو عثمان النهدي والضحاك: وأزانت على وزن اجازت قال عوف بن أبي جميلة: كان أشياخنا يقرأونها كذلك وازيانت نحو اسوادت، وقرأ أبو رجاء وأبو العالية والشعبي والحسن والأعرج: وأزينت على وزن أفعلت مقطوعة الألف (بالتخفيف)، قال قطرب: معناه: أتت بالزينة عليها، كقولهم: أحب فأذم واذكرت المرأة فأنثت " * (وظن أهلها أنهم قادرون عليها) *) أخبر عن الأرض ويعني للنبات إذ كان مفهوما وقيل: رده إلى الغلة وقيل: إلى الزينة " * (أتاها أمرنا) *) قضاؤنا بهلاكها " * (ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا) *) مقطوعة
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»