تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ١٢٤
وقال الكلبي: نزلت في المستهزئين، قالوا: يا محمد ائت بقرآن غيره (ليس فيه ما يغيظنا، أو بدله) فاجعل مكان آية عذاب آية رحمة أو آية رحمة آية عذاب أو حرام حلالا أو حلال حراما " * (قل) *) لهم يا محمد " * (ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي) *) من قبل نفسي ومن عندي " * (إن أتبع) *) ما أطيع فيما آمركم وأنهاكم " * (إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم) *) أعلمكم " * (به) *) وقرأ الحسن: ولا أدراتكم به، وهي لغة بني عقيل يحولون الياء ألفا فيقولون: أعطأت بمعنى أعطيت، ولبأت بمعنى لبيت وجاراة وناصاة للجارية والناصية. فأنشد المفضل:
لقد أذنت أهل اليمامة طي بحرب كناصاة الأغر المشهر وقال زيد الخيل:
لعمرك ما أخشى التصعلك ما بقا على الأرض قيسي يسوق الأباعرا أي ما بقي، وقال آخر:
زجرت فقلنا لا نريع لزاجر إن الغوي إذا نها لم يعتب أي نهى.
وروى البري عن ابن كثير ولادراكم بالقصر على الإيجاب يريد: ولا عملكم به من غير قراءتي عليكم. وقرأ ابن عباس: ولا أدراتكم من الإنذار، وهي قراءة الحسن " * (فقد لبثت فيكم عمرا) *) حينا وهو أربعون سنة " * (من قبله) *) من قبل نزول القرآن ولم آتكم بشيء " * (أفلا تعقلون) *) انه ليس من قبلي.
قال ابن عباس: نبيء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعون سنة وأقام بمكة ثلاثة عشرة وبالمدينة عشرة وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة " * (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا) *) فزعم أنه له شريكا أو صاحبة أو ولدا " * (أو كذب بآياته) *) محمد والقرآن " * (أنه لا يفلح المجرمون) *) لا يأمن ولا ينجو المشركون " * (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم) *) إن عصوه " * (ولا ينفعهم) *) أن أطاعوه يعني الأصنام " * (ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون) *) تخبرون " * (الله) *) قرأه العامة: بالتشديد، وقرأ أبو الشمال العدوي: أتنبئون بالتخفيف وهما لغتان. نبأ ينبئ بنية، وأنبأني إنباء بمعنى فاعل جمعها
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»