تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٤
2 (* (ومآ أرسلنا فى قرية من نبى إلا أخذنا أهلها بالبأسآء والضرآء لعلهم يضرعون * ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس ءاباءنا الضرآء والسرآء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون * ولو أن أهل القرىءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السمآء والارض ولاكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون * أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نآئمون * أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون * أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون * أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلهآ أن لو نشآء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون * تلك القرى نقص عليك من أنبآئها ولقد جآءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين * وما وجدنا لاكثرهم من عهد وإن وجدنآ أكثرهم لفاسقين) *) 2 " * (وما أرسلنا في قرية من نبي) *) فيه اضمار واختصار يعني فكذبوه " * (إلا أخذنا) *) عاقبنا " * (أهلها) *) حين لم يؤمنوا " * (بالبأساء) *) يعني بالبؤس الشدة وضيق العيش " * (والضراء) *) تعني أضر وهو الحال. وقيل: المرض والزمناء قال: السدي البأساء يعني الفقر والجوع " * (لعلهم يضرعون) *) لكي يتضرعوا (فينيبوا) ويتوبوا " * (ثم بدلنا مكان السيئة) *) وهي البأساء والجواب والجوع " * (الحسنة) *) يعني النعمة والسعة والرخاء والخصب " * (حتى عفوا) *) أي كثروا وأثروا وكثرت أموالهم وأولادهم، قال ابن عباس: (عفوا) يعني (جهدوا)، وقال ابن زيد: يعني كثروا كما يكثر النبات والريش.
قال قتادة: (حتى عفوا): سروا بذلك، وقال مقاتل بن حيان: (عفوا) حتى كثروا وتركوا ولم يستكثروا وأصله من الكثرة.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى).
وقال الشاعر:
يقول من بعد أولاك أولات أتوا زمانا ليس عندهم بعيد وقال آخر:
ولكنا نعض السيف منها بأسوق عافيات الشحم كوم " * (وقالوا) *) من جهلهم وغفلتهم " * (قد مس آباءنا الضراء والسراء) *) فنحن مثلنا فقال الله تعالى " * (فأخذناهم بغتة) *) (فجأة عبرة لمن بعدهم). " * (وهم لا يشعرون) *) بنزول العذاب " * (ولو
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»