أن أهل القرى آمنوا واتقوا) *) يعني وحدوا الله وأطاعوه " * (لفتحنا عليهم بركات من السماء) *) يعني المطر " * (والأرض) *) يعني النبات، وأصل البركة المواضبة على الشيء تقول: برك فلان على فلان إذا (أجابه، وبركات الأرض أي) تابعنا عليهم بالمطر والنبات والخصب ورفعنا الحرث والقحط " * (ولكن كذبوا فأخذناهم) *) فجعلنا لهم العقوبات " * (بما كانوا يكسبون) *) من الكفر والمعصية والأعمال الخبيثة.
" * (أفأمن أهل القرى) *) الذين كفروا وكذبوا " * (أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون) *) آمنون.
" * (أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى) *) نهارا " * (وهم يلعبون) *) لاهون.
" * (أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) *) ومعني (مكر) استدراج القوم بما أراهم في دنياهم.
قال قتادة: مكر الله استدراجه بطول الصحة وتظاهر النعم، وقال عطية: يعني أخذه وعذابه، وحكى (الشبلي) أنه سئل عن مكر الله فأجاب بقول محبتك لا ببعضي بل بكلي وإن لم يبق حبك لي حراكا ومقبح من موالد ليفع ل سنتي ويفعله فيحسن فقال السائل: اسأله عن آية من كتاب الله ويجيبني من الشعر فعلم الشبلي أنه لم يفطن لما قال، فقال: يا هذا (....) إياهم على ما هم فيه.
" * (أولم يهد) *) قرأ أبو عبد الرحمن وقتادة ويعقوب في رواية زيد (نهد) بالنون على التعظيم والباقون بالياء على (التفريد) * * (للذين يرثون) *) يستخلفون في " * (الأرض) *) بعد هلاك آخرين قبلهم كانوا أهلها فساروا بسيرتهم (....) ربهم " * (أن لو نشاء أصبناهم) *) أهلكناهم " * (بذنوبهم) *) بما أهلكنا من قبلهم " * (ونطبع) *) نختم " * (على قلوبهم فهم لا يسمعون) *) الهدى ولا يقبلون الموعظة " * (تلك القرى) *) هذه القرى التي ذكرت لك وأهلكناهم وهي قرى نوح وعاد وثمود وقوم لوط وشعيب " * (نقص عليك من أنبائها) *) نخبرك أخبارها " * (ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات) *) (بالآيات والعلامات والدلالات) * * (فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل) *) اختلف في تأويله.
قال أبي بن كعب: معناه فما كانوا ليؤمنوا عند مجئ الرسل بما سبق في علم الله أنهم يكذبون به يوم أقروا له بالميثاق حين أخرجهم من صلب آدم.
وقال ابن عباس والسدي: يعني فما كان هؤلاء الكفار الذين أهلكناهم ليؤمنوا عند إرسال الرسل بما كذبوا من قبل يوم أخذ ميثاقهم حتى أخرجهم من ظهر آدم فآمنوا كرها وأقروا باللسان وأظهروا التكذيب