تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٦
وقال مجاهد: معناه فما كانوا لو أحييناهم بعد هلاكهم ورددناهم إلى الدنيا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل هلاكهم كقوله " * (ولو ردوا لعادوا لم نهو عنه) *) وقال يمان بن رئاب: هذا معنى أن كل نبي أخذ قومه بالعذاب ما كانوا ليؤمنوا بما كذب به أوائلهم من الأمم الكفار بل كذبوا كما كذب نظير قوله " * (كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون أتواصوا به) *).
وقيل: معناه: " * (ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات) *) يعني بالمعجزات والعجائب التي سألوهم فما كانوا ليؤمنوا بعد ما رأوا الآيات والعجائب بما كذبوا به من قبل رؤيتهم تلك العجائب نظيره قوله " * (قد سألها قوم من قبلكم فأصبحوا بها كافرين) *) * (وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون) * * (كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين) *) الذين كتب عليهم أن لا يؤمنون من قومك " * (وما وجدنا لأكثرهم من عهد) *) يعني وفاء بالعهد، والعهد الوصية " * (وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين) *) أي ما وجدنا أكثرهم إلا فاسقين ناقضين العهد.
2 (* (ثم بعثنا من بعدهم موسى بئاياتنآ إلى فرعون وملإيه فظلموا بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين * وقال موسى يافرعون إنى رسول من رب العالمين * حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معى بنىإسراءيل * قال إن كنت جئت بئاية فأت بهآ إن كنت من الصادقين * فألقى عصاه فإذا هى ثعبان مبين * ونزع يده فإذا هى بيضآء للناظرين * قال الملا من قوم فرعون إن هاذا لساحر عليم * يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون * قالوا أرجه وأخاه وأرسل فى المدآئن حاشرين * يأتوك بكل ساحر عليم * وجآء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين * قال نعم وإنكم لمن المقربين * قالوا ياموسى إمآ أن تلقى وإمآ أن نكون نحن الملقين * قال ألقوا فلمآ ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجآءو بسحر عظيم) *) 2 " * (ثم بعثنا من بعدهم) *) أي من بعد قوم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب " * (موسى بآياتنا) *) بحجتنا وأدلتنا " * (إلى فرعون وملئه فظلموا) *) فجحدوا وكفروا " * (بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين) *) وكيف فعلنا بهم " * (وقال موسى) *) لما دخل على فرعون واسمه قابوس في قول أهل الكتاب
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»