تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٠
وروى عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به).
وقال محمد بن المنكدر: كتب خالد بن الوليد إلى أبي بكر أنه وجد رجلا في بعض قوافل العرب ينكح كما تنكح المرأة فشاور أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأشهدهم في ذلك عليه، فاجتمع عليهم على أن يحرقوه فأحرقوه.
2 (* (وإلى مدين أخاهم شعيبا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إلاه غيره قد جآءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا فى الارض بعد إصلاحها ذالكم خير لكم إن كنتم مؤمنين * ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من ءامن به وتبغونها عوجا واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين * وإن كان طآئفة منكم ءامنوا بالذي أرسلت به وطآئفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين * قال الملا الذين استكبروا من قومه لنخرجنك ياشعيب والذين ءامنوا معك من قريتنآ أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين * قد افترينا على الله كذبا إن عدنا فى ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنآ أن نعود فيهآ إلا أن يشآء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين * وقال الملا الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون * فأخذتهم الرجفة فأصبحوا فى دارهم جاثمين * الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين * فتولى عنهم وقال ياقوم لقد أبلغتكم رسالات ربى ونصحت لكم فكيف ءاسى على قوم كافرين) *) 2 " * (وإلى مدين) *) يعني وأرسلنا إلى بني مدين بن إبراهيم خليل الله وهم أصحاب الأيكة.
وقال قتادة: أرسل مرتين إلى مدين وإلى أصحاب الأيكة " * (أخاهم شعيبا) *) قال قتادة: هو شعيب بن (نويب) وقال عطاء: هو شعيب بن توبة بن مدين بن إبراهيم، وقال ابن إسحاق: هو شعيب بن ميكيل بن إسحاق بن مدين بن إبراهيم واسمه بالسريانية يثروب وأمه ميكيل بنت لوط وكان شعيب أعمى.
ويقال: إنه خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه وكان قومه أهل كفر يكفرون بالله وبخس المكيال والميزان فقال لهم " * (يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم) *) (يعني يجي) شعيب " * (فأوفوا) *) فأتموا " * (الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم) *) ولا تظلموا الناس حقوقهم ولا تنقصوها (إياهم) * * (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) *) كانت الأرض قبل أن يبعث إليها شعيبا رسولا يعمل فيها بالمعاصي ويستحل فيها المحارم ويسفك فيها الدماء بغير
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»