قال وهب: كان اسمه الوليد بن مصعب بن الربان وكان من القبط وعمر أكثر من أربعمائة عام وقال موسى: " * (يا فرعون إني رسول من رب العالمين) *) إليك فقال فرعون كذبت فقال موسى: " * (حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق) *) يعني أنا (خليق) بأن لا أقول على الله إلا الحق، فعلى بمعنى الباء، كما يقال: رميت بالقوس على القوس وجاءني على حال حسنة وبحالة حسنة يدل عليه، (قول الفراء) والأعمش: حقيق بأن لا أقول. وقال أبو عبيدة: معناه حريص على أن لا أقول على الله إلا الحق، وقرأ شيبة ونافع: حقيق على تشديد الياء يعني حق واجب علي ترك القول على الله عز وجل إلا الحق.
" * (قد جئتكم ببينة من ربكم) *) يعني العصا وسمعت أبا القاسم الحبيبي يقول: سمعت علي بن مهدي الطبري يقول: إنه تعريض يقول: لحقيق مصرف الخطاب " * (وحقيق) *) (فعيل) من الحق يكون بمعنى القائل " * (فأرسل معي بني إسرائيل) *) أي اطلق عنهم وخلهم يرجعون إلى الأرض المقدسة.
قال وهب: وكان سبب استعباد فرعون بني إسرائيل أن فرعون حاج (موسى) وكان (أشد من) فرعون يوسف (........) في يوسف (وانقرضت) الأسباط عليهم فرعون فاستعبدهم فأنقذهم الله بموسى.
قال: وكان بين اليوم الذي دخل يوسف مصر واليوم الذي دخل موسى رسولا أربعمائة عام " * (قال) *) فرعون مجيبا لموسى " * (إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين فألقى عصاه) *) من يده " * (فإذا هي ثعبان مبين) *).
قال ابن عباس والسدي: كانت (عظيمة ذكرا) من الحيات، إذا فتحت فاها صار شدقها ثمانين وقد ملأت ما بين سماطي فرعون واضعة لحييها ذراعا واضع لحية الأسفل في الأرض الأعلى على سور القصر، حتى رأى بعض من كان خارج مدينة مصر رأسها.
ثم توجهت نحو فرعون لتبتلعه فوثب فرعون من سريره وهرب منها فأحدث ولم يكن حدث قبل ذلك وهرب الناس وصاحوا وحملت على الناس فانهزموا منها فمات منهم خمسة وعشرون ألفا قتل بعضهم بعضا، ودخل فرعون البيت وصاح يا موسى خذها وأنا مؤمن بك وأرسل معك بني إسرائيل فأخذها موسى فعادت عصا كما كانت.
ثم قال له فرعون: هل معك آية أخرى، قال: نعم، فأدخل يده في جيبه ثم نزعها فأخرجهابيضاء مثل الثلج لها شعاع غلب على نور الشمس، وكان موسى أدم ثم أدخلها جيبه فصارت يدا كما كانت.