تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ١١٦
قوله تعالى * (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى) * يعني يهود أهل المدينة ونصارى أهل نجران * (حتى تتبع ملتهم) * يعني تصلي إلى قبلتهم * (قل إن هدى الله هو الهدى) * يعني إن قبلة الله هي الكعبة * (ولئن اتبعت أهواءهم) * يعني صليت إلى قبلتهم * (بعد الذي جاءك من العلم) * يعني من بعد ما ظهر لك أن القبلة هي الكعبة * (ما لك من الله من ولي) * ينفعك * (ولا نصير) * يعني مانع يمنعك ويقال معناه * (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) * يعني حتى تدخل في دينهم وذلك أن الكفار كانوا يطلبون الصلح وكان يرى أنهم يسلمون فأخبره الله تعالى أنهم لن يرضوا عنه حتى يتبع ملتهم فنهاه الله عن الركون إلى شيء مما يدعون إليه فقال تعالى * (قل إن هدى الله هو الهدى) * يعني دين الله هو دين الإسلام * (ولئن اتبعت أهواءهم) * وهذا الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد منه أمته يعني لئن اتبعت دينهم بعد ما جاءك من العلم يعني ما ظهر أن دين الإسلام هو الحق * (ما لك من الله) * أي من عذاب الله * (من ولي) * ينفعك * (ولا نصير) * أي مانع يمنعك عنه " الذين ءاتينهم الكتب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون " قوله تعالى * (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته) * يعني مؤمني أهل الكتاب يصفونه في كتبهم حق صفته لمن سألتهم قال مجاهد يتبعونه حق اتباعه وقال قتادة ذكر لنا أن ابن مسعود قال والله إن حق تلاوته أن يحل حلاله ويحرم حرامه ويقرأ حق قراءته كما أنزل الله تعالى ولا يحرف عن مواضعه ويقال يقرؤونه حق قراءته * (أولئك يؤمنون به) * يعني بمحمد صلى الله عليه وسلم ويصدقونه * (ومن يكفر به) * يعني بمحمد صلى الله عليه وسلم ويقال بالقرآن * (فأولئك هم الخاسرون) * وهو كعب بن الأشرف وأصحابه ويقال نزلت هذه الآية في مؤمني أهل الكتاب وهم اثنان وثلاثون رجلا قدموا مع جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة وكانوا يتبعون القرآن حق اتباعه سورة البقرة الآيات 122 - 123 قوله تعالى * (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم) * إلى قوله * (ولا هم ينصرون) * قد ذكرناها من قبل
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»