تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ١١٢
سورة البقرة آية 113 قوله تعالى " وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء " يعني من أمر الدين وروي عن ابن عباس أنه قال صدقوا ولو حلفوا على ذلك ما حنثوا لأن كل فريق منهم ليس على شيء * (وهم يتلون الكتاب) * يعني عندهم ما يخرجهم من ذلك الاختلاف أن لو نظروا فيه وقال الزجاج معناه كلا الفريقين يتلون الكتاب وبينهم هذا الاختلاف فدل ذلك على ضلالتهم * (كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم) * يعني الذين ليسوا من أهل الكتاب قالوا لن يدخل الجنة إلا من كان على ديننا * (فالله يحكم بينهم يوم القيامة) * يعني أنه يريهم من يدخل الجنة عيانا يدخل النار عيانا ويبين لهم الصواب * (فيما كانوا فيه يختلفون) * في الدنيا سورة البقرة آية 114 قوله تعالى * (ومن أظلم) * قال في رواية الكلبي ومن أكفر وقال بعضهم هذا التفسير غير سديد لأن الكفر كله سواء ولكن معنى قول الكلبي ومن أكفر يعني من أشد في كفره لأن الكفار وإن كانوا كلهم في الكفر سواء فربما يكون بعضهم في كفره أشد شرا من غيره قال الكلبي نزلت هذه الآية في شأن ططوس بن أسفيانوس الرومي حيث خرب بيت المقدس وألقى فيه الجيفة وكان خرابا إلى زمن عمر رضي الله عنه فذلك قوله تعالى * (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها) * ثم قال * (أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين) * فلم يدخلها بعد عمارتها رومي إلا خائفا ومستخفيا لو علم به قتل قال قتادة هم النصارى وقال مجاهد هم اليهود والنصارى ويقال من أراد أن يكون ملكا عليهم لا يمكنه ذلك ما لم يكن دخل مسجد بيت المقدس فيجيء ويدخله مستخفيا ثم قال الله تعالى * (لهم في الدنيا خزي) * يعني بفتح مدائنهم الثلاثة قسطنطينة وعمورية وأرمينية وقال بعضهم لنزول الآية سبب آخر وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج عام الحديبية إلى مكة ومنعه أهل مكة فرجع ولم يدخلها منها تلك السنة فنزلت هذه الآية * (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها) * يعني سعى في منع المسلمين عن الصلاة وذكر الله فيها لأن عمارة المسجد بالصلاة وذكر الله فيها وخرابها في ترك ذلك * (أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين) * يعني بعد فتح مكة فلا يقربون المسجد الحرام بعد عامهم هذا إلا خائفين
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»