تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ١١٧
سورة البقرة آية 124 قوله تعالى * (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات) * قرأ ابن عامر " أبرهام " وروي عنه أنه قرأ " أبراهم " وهي لغة بعض العرب وقرا غيره * (إبراهيم) * في جميع القرآن وهو اسم أعجمي ولهذا لا ينصرف وروي عن ابن عباس أنه قال أمر الله تعالى إبراهيم بعشر خصال من السنن خمس في الرأس وخمس في الجسد وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن الفضل البلخي قال حدثنا أبو بشر محمود بن مهدي قال حدثنا يزيد بن هارون عن الحجاج بن أرطأة عن عطاء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر مما علمهن وعمل بهن أبوكم إبراهيم عليه السلام خمس في الرأس وخمس في الجسد فأما التي في الرأس فالسواك والمضمضة والاستنشاق وقص الشارب وإعفاء اللحية وأما التي في الجسد فالختان والاستحداد والاستنجاء ونتف الإبط وقص الأظفار ويقال * (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات) * يعني اختبره والاختبار من الله تعالى أن يظهر حاله ليستوجب الثواب أو العقاب لأن الله تبارك وتعالى لا يعطي الثواب والعقاب ما لم يظهر منه ما يستوجب به الثواب أو العقاب بما يعلم كما علم من إبليس الكفر ولم يلعنه بما لم يختبره وأظهر منه ما يستوجب به اللعنة والعقوبة وقوله عز وجل * (فأتمهن) * يعني عمل بهن ويقال كان إبراهيم أفضل الناس في زمانه وأكرم على الله تعالى فابتلاه الله عز وجل بخصال لم يبتل بذلك غيره فكان من الابتلاء أن أمه ولدته في غار ومن الابتلاء حيث نظر إلى الكوكب فقال هذا ربي وروي عن الحسن أنه قال الابتلاء كان ثلاثة أشياء أوله الابتلاء بالكوكب والقمر والشمس والثاني بالنار والثالث بأمر سارة ويقال كل من كان أكرم على الله كان ابتلاؤه أشر لكي يتبين فضله ويستوجب الثواب كما روي عن لقمان الحكيم أنه قال لابنه يا بني الذهب والفضة
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»