تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ١٢١
* (العزيز) * الذي لا يوجد مثله ويقال الذي لا يعجزه شيء عما أراد ويقال * (العزيز) * بالنقمة ينتقم ممن شاء ممن عصاه * (الحكيم) * في أمره الذي يكون عمله موافقا للعلم سورة البقرة آية 130 قوله تعالى * (ومن يرغب عن ملة إبراهيم) * يقول عن سنته ودينه وهو الإسلام ويقال لفظه لفظ الاستفهام ومعناه التقريع والتوبيخ ويقال * (ومن) * ها هنا بمعنى ما فكأنه يقول ومن يرغب عن دين إبراهيم * (إلا من سفه نفسه) * قال أبو عبيدة إلا من أهلك نفسه وقال الأخفش معناه إلا من سفه من نفسه وهذا كما قال في آية أخرى * (ولا تعزموا عقدة النكاح) * البقرة 235 يعني على عقدة النكاح ويقال إلا من جهل أمر نفسه فلا يتفكر فيه كما قال في آية أخرى * (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) * الذاريات 21 قال الكلبي ومن يرغب عن دين إبراهيم الإسلام والحج والطواف إلا من خسر نفسه ثم قال * (ولقد اصطفيناه في الدنيا) * يقول اخترناه في الدنيا للنبوة والرسالة والإسلام والخلة * (وإنه في الآخرة لمن الصالحين) * يعني في الجنة ويقال مع الصالحين في الجنة وهو أفضل الصالحين ما خلا محمدا صلى الله عليه وسلم سورة البقرة الآيات 131 - 132 قوله تعالى * (إذ قال له ربه أسلم) * قال ابن عباس يعني أخلص ويقال معناه قل لا إله إلا الله ويقال معناه استقم على ما أنت عليه ويقال حين خرج من السرب نظر إلى الكوكب والقمر والشمس فابتلي بذلك فألهمه الله تعالى الإخلاص فقال * (إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض) * الأنعام 79 الآية فهذا معنى قوله * (أسلم) * يعني أخلص دينك لله فقال إبراهيم * (أسلمت لرب العالمين) * يعني أخلصت ديني لرب العالمين ويقال معناه فوض أمرك إلى الله فقال فوضت أمري إلى الله ثم قال عز وجل * (ووصى بها إبراهيم بنيه) * يعني بشهادة أن لا إله إلا الله قرأ نافع وابن عامر " وأوصى " وقرأ الباقون * (ووصى) * ووصى وهو أبلغ من أوصى لأنه لا يكون إلا لمرات كثيرة وقوله * (بها) * يرجع إلى الملة والملة هي السنة والمذهب ويقال إنه جمع بنيه عند موته لأنه خشي عليهم كيد إبليس فجمعهم وأوصاهم بأن يثبتوا على الإسلام قال مقاتل * (ووصى بها إبراهيم بنيه) * الأربعة إسماعيل وإسحاق ومدين ومداين ثم أوصى بها * (يعقوب) * بنيه وهم اثنا عشر ابنا وذلك حين دخل مصر فرآهم يعبدون الأصنام فأوصى
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»