تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٢٤٨
74 قوله تعالى (وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار) وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة صلى نحو بيت المقدس سبعة عشر شهرا أو ثمانية عشر شهرا فلما صرف الله نبيه عليه السلام إلى الكعبة عند صلاة الظهر وقد كان قد صلى صلاة الصبح إلى بيت المقدس وصلى صلاة الظهر والعصر إلى الكعبة فقال رؤساء اليهود منهم كعب بن الأشرف ومالك بن الضيف وغيرهما للسفلة منهم * (آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار) * يقول صدقوه بالقبلة التي صلى صلاة الصبح في أول النهار وآمنوا به فإنه الحق * (واكفروا آخره) * يعني اكفروا بالقبلة التي صلى إليها آخر النهار * (لعلهم يرجعون) * إلى قبلتكم ودينكم وقال مقاتل معناه أنهم جاؤوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم أول النهار ورجعوا من عنده وقالوا للسفلة هو حق فاتبعوه ثم قالوا حتى ننظر في التوراة ثم رجعوا في آخر النهار فقالوا قد نظرنا في التوراة فليس هو إياه يعنون أنه ليس بحق وإنما أرادوا أن يلبسوا على السفلة وأن يشككوا فيه فذلك قوله * (آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار) * يعني قالوا لهم في أول النهار آمنوا به * (واكفروا آخره) * يعني قالوا في آخر النهار اكفروا به * (لعلهم يرجعون) * يعني يشكون فيه فيرجعون ثم قالوا للسفلة * (ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم) * قال بعضهم في الآية تقديم وتأخير ومعناه * (ولا تؤمنوا) * أي لا تصدقوا " إلى لمن تبع دينكم " فإنه لن يؤتي أحد مثل ما أوتيتم من التوراة والمن والسلوى ولا تخبروهم بأمر محمد صلى الله عليه وسلم فيحاجوكم عند ربكم أي يخاصموكم ويجعلونه حجة عليكم فقالوا ذلك حسدا حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم من غيرهم قال الله تعالى * (قل إن الهدى هدى الله) * وإن الفضل بيد الله وهو قول مقاتل وقال الكلبي فيه تقديم وتأخير يقول * (ولا تؤمنوا) * أي ولا تصدقوا إلا لمن تبع دينكم اليهودية وصلى إلى قبلتكم * (قل إن الهدى هدى الله) * يقول دين الإسلام * (أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم) * يقول لن يعطى أحد مثل ما أوتيتم من دين الإسلام والقرآن الذي فيه الحلال والحرام * (أو يحاجوكم عند ربكم) * يقول لن يخاصمكم اليهود عند ربكم يوم القيامة ثم قال * (قل) * يا محمد * (إن الفضل بيد الله) * يعني النبوة والكتاب والهدى * (بيد الله) * أي بتوفيق الله * (يؤتيه من يشاء) * يعني يوفق من يشاء * (والله واسع عليم) * يقول واسع الفضل * (عليم) * بمن يؤتيه الفضل * (يختص برحمته من يشاء) * يعني بدينه يعطيه من يشاء ن عباده * (والله ذو الفضل العظيم) * لمن اختصه بالإسلام
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»