تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٢٤٣
عشر رجلا فدخل عليهم المسيح من مشكاة الغرفة فأخبر إبليس جميع اليهود فركب منهم أربعة آلاف رجل فأحدقوا أي تحلقوا بالغرفة فقال المسيح للحواريين أيكم يخرج فيقتل وهو معي في الجنة فقال رجل منهم انا يا نبي الله فألقى إليه مدرعة من صوف وعمامة من صوف وناوله عكازه فألقي عليه شبه عيسى عليه السلام فخرج عليه اليهود فقتلوه وصلبوه وأما المسيح فكساه الله الريش وألبسه النور وقطع عنه لذة المطعم والمشرب فطار في الملائكة سورة آل عمران من الآية 55 - 57 قوله تعالى * (إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي) * ففي الآية تقديم وتأخير ومعناه إني رافعك من الدنيا إلى السماء ومتوفيك بعد أن تنزل من السماء على عهد الدجال ويقال إنه ينزل ويتزوج امرأة من العرب بعدما يقتل الدجال وتلد له ابنة فتموت ابنته ثم يموت هو بعدما يعيش سنتين لأنه قد سأل ربه أن يجعله من هذه الأمة فاستجاب الله دعاه وروي عن أبي هريرة أنه قال جاء إلى الكتاب وقال للمعلم قل للصبيان حتى يسكتوا فلما سكتوا قال لهم أيها الصبيان من عاش منكم إلى وقت نزول عيسى عليه السلام فليقرئه مني السلام وإني كنت أرجو أن لا أخرج من الدنيا حتى أراه وهذا كناية عن قرب الساعة قوله تعالى * (ومطهرك) * يعني منجيك * (من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك) * على دينك * (فوق الذين كفروا) * بالحجة والغلبة * (إلى يوم القيامة) * وروي عن عبد الله بن عباس أنه قال الذين اتبعوه هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم لأنهم هم الذين صدقوه ثم قال تعالى * (ثم إلي مرجعكم) * يعني الذين اتبعوك والذين كفروا كلهم مرجعهم إلي * (فأحكم بينكم) * يعني بين المؤمنين والكفار * (فيما كنتم فيه تختلفون) * من الدين ثم أخبر الله تعالى عن حال الفريقين في الآخرة فقال * (فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة) * في الدنيا بالقتل والجزية وفي الآخرة بالنار * (وما لهم من ناصرين) * يعني مانع يمنعهم من عذاب الله * (وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * قال مقاتل هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيوفيهم أجورهم قرأ عاصم في رواية حفص * (فيوفيهم) * بالياء يعني الله يوفيهم أجورهم وأما الباقون بالنون يعني أن الله قال " فنوفيهم أجورهم " وهذا اللفظ لفظ الملوك إنهم يتكلمون بلفظ
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»