تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٢٣٧
الكلام ثلاثة أيام * (إلا رمزا) * أي كلاما خفيا ويقال الرمز بالشفتين والحاجبين والإيماء باليد والرأس قال بعضهم كان منع الكلام عقوبة له لأنه بشر بالولد فسأل آية فحبس الله لسانه ثلاثة أيام عن الناس ولم يحبسه عن ذكر الله وعن الصلاة وقال بعضهم لم يكن عقوبة لكن كرامة له حين جعلت له علامة لظهور الحبل ومعجزة له وروى أسباط عن السدي أنه قال لما بشر بيحيى قال له الشيطان إن النداء الذي سمعت بالبشارة كان من الشيطان ولو كان من الله لأوحى إليك كما أوحى إليك وإلى سائر الأنبياء وكما أوحى إليك بسائر الأشياء فقال عند ذلك * (اجعل لي آية) * حتى أعلم أن هذه البشارة منك قال * (آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام) * وقال في موضع آخر " ألا تكلم الناس ثلث ليال سويا " مريم 10 يعني أنك مستوي الخلق ولا علة بك ثم أمره بذكر ربه لأن لسانه لم يمنع عن ذكر الله تعالى فقال * (واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار) * يعني بالغداة والعشي ويقال بالليل والنهار سورة آل عمران 42 - 43 قوله تعالى * (وإذ قالت الملائكة) * يعني جبريل * (يا مريم إن الله اصطفاك) * يعني اختارك بالإسلام * (وطهرك) * من الذنوب والفواحش ويقال من دم الحيض والنفاس * (واصطفاك على نساء العالمين) * يعني بولادة عيسى بغير أب وقال بعضهم * (اصطفاك) * يعني فضلك على نساء العالمين يعني عالمي زمانها * (يا مريم اقنتي لربك) * يعني أطيعي ويقال أطيلي القيام في الصلاة وقال مجاهد قامت في الصلاة حتى تورمت قدماها ونحل جسمها ثم قال تعالى * (واسجدي واركعي مع الراكعين) * يعني مع المصلين يعني مع قراء بيت المقدس سورة آل عمران 44 - 46 قوله تعالى * (ذلك من أنباء الغيب) * يعني الذي ذكر في هذه الآية من قصة زكريا ومريم من أخبار الغيب مما غاب عنك خبره ولم تكن حاضرا وفي الآية دلالة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حيث أخبر عن قصة زكريا ومريم ولم يكن قرأ الكتب وأخبر عن ذلك وصدقة أهل الكتاب
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»