تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٢٤٥
61 قوله تعالى * (الحق من ربك) * يعني جبريل عليه السلام كما أخبرتك وأنبأتك في القرآن * (فلا تكن من الممترين) * أي من الشاكين ويقال المثل الذي ذكر في عيسى هو الحق من ربك وهذا الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد منه جميع من اتبعه ومعناه فلا تكونوا من الممترين أي من الشاكين أن مثله كمثل آدم عليهما السلام قوله تعالى * (فمن حاجك فيه) * وذلك أن النصارى لما أخبرهم بالمثل في حق عيسى قالوا ليس كما تقول وهذا ليس بمثل فنزلت هذه الآية * (فمن حاجك فيه) * يعني خاصمك في أمر عيسى عليه السلام * (من بعد ما جاءك من العلم) * أي من البيان في أمره * (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) * يعني نخرج أبناءنا وأبناءكم " و " نخرج * (نساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) * ونجتمع في موضع * (ثم نبتهل) * أي نلتعن وقال مقاتل يعني نخلص في الدعاء ويقال هي المبالغة في التضرع * (فنجعل لعنة الله على الكاذبين) * فوعدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يخرجوا للملاعنة فجعلوا وقتا للخروج وتفرقوا على ذلك ثم ندموا فلما كان ذلك اليوم خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ بيد الحسن والحسين وخرج معه علي بن أبي طالب وفاطمة فلما اجتمعوا في الموضع الذي واعدهم طلب منهم الملاعنة فقالوا نعوذ بالله فقال لهم إما أن تلتعنوا وإما أن تسلموا وإما أن تقبلوا الجزية فقبلوا الجزية وصالحوه بأن يؤدوا كل سنة ألفي حلة ألف حلة في المحرم وألف حلة في رجب وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح ورجعوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو أنهم التعنوا لهلكوا كلهم حتى العصافير في سقوف الحيطان سورة آل عمران الآيات 62 - 63 ثم قال تعالى * (إن هذا لهو القصص الحق) * يعني ما أخبرهم من أمر عيسى عليه السلام هو الخبر الحق أنه كان عبد الله ورسوله ويقال هذا القرآن هو الخبر الحق * (وما من إله إلا الله) * لا شريك له * (وإن الله لهو العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في أمره حكم بخلق عيسى في بطن أمه من غير أب قوله تعالى * (فإن تولوا) * يقول أبوا ولم يسلموا * (فإن الله عليم بالمفسدين) * يجازيهم بذلك وهذه كلمة تهديد سورة آل عمران الآية 64
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»