66 قوله تعالى * (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) * يعني كلمة عدل بيننا وبينكم ويقال في قراءة عبد الله بن مسعود إلى كلمة عدل بيننا وبينكم يعني لا إله إلا الله وهي كلمة الإخلاص ويقال إلى كلمة تسوي بيننا وبينكم فتصير دماؤكم كدمائنا وأموالكم كأموالنا * (ألا نعبد إلا الله) * يعني ألا نوحد إلا الله * (ولا نشرك به شيئا) * من خلقه * (ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله) * لأنهم اتخذوا عيسى ربا ويقال لا يطيع بعضنا بعضا في المعصية كما قال " اتخذوا أحبارهم ورهبنهم أربابا من دون الله " سورة التوبة 3 أي أطاعوهم في المعصية ويقال لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا كما قالت النصارى إن الله ثالث ثلاثة * (فإن تولوا) * يعني أبوا عن التوحيد * (فقولوا) * لهم يا معشر المسلمين * (اشهدوا بأنا مسلمون) * يعني مخلصون لله بالعبادة والتوحيد ثم قال عز وجل * (يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم) * وذلك أن اليهود والنصارى كانوا اجتمعوا في بيت مدرسة لليهود وكل فريق كان يقول إبراهيم منا وكان على ديننا فنزل * (يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم) * أي لم تخاصمون في دين إبراهيم * (وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده) * يعني من بعد إبراهيم وأن اليهودية والنصرانية إنما سميت بهذا الاسم بعد نزول التوراة والإنجيل وقال الكلبي نزلت في شأن النفر الذين كانوا بالحبشة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم جعفر الطيار وغيره كما قال الله تعالى * (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا) * أي أطاعوهم في المعصية وكانت بينهم وبين أحبار الحبشة مناظرة في ذلك فنزلت هذه الآية وقال الزجاج هذه الآية أبين الحجج على اليهود والنصارى بأن التوراة والإنجيل أنزلا من بعده وليس فيهما اسم لواحد من الأديان واسم الإسلام في كل كتاب وهو قوله * (لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده) * ثم قال تعالى * (أفلا تعقلون) * يقول أليس لكم ذهن الإنسانية أن تنظروا فيما تقولون ثم قال عز وجل * (ها أنتم هؤلاء حاججتم) * أنتم يا هؤلاء خاصمتم * (فيما ليس لكم به علم) * في صفة محمد صلى الله عليه وسلم فتجدونه في كتبكم * (فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم) * يقول ما ليس في كتابكم وهو أمر إبراهيم عليه السلام و * (الله يعلم) * أن إبراهيم كان على دين الإسلام * (وأنتم لا تعلمون) * ذلك
(٢٤٦)