تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٢٤٧
سورة آل عمران الآية 67 ثم قال عز وجل " وما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا " يقول لم يكن إبراهيم عليه السلام على دين اليهودية ولا النصرانية * (ولكن كان حنيفا مسلما) * يعني مخلصا * (وما كان من المشركين) * يعني ما كان على دينهم وقال الزجاج الحنيف في اللغة إقبال صدور القدمين إقبالا لا رجوع فيه أبدا فمعنى الحنيفية في الإسلام الإقبال والميل إليه والإقامة على ذلك سورة آل عمران الآية 68 ثم قال تعالى * (إن أولى الناس بإبراهيم) * يقول أحق الناس بدين إبراهيم * (للذين اتبعوه) * واقتدوا به وآمنوا به * (وهذا النبي) * يعني محمد صلى الله عليه وسلم على دينه ومنهاجه * (والذين آمنوا) * هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم على دينه ثم قال * (والله ولي المؤمنين) * في العون والنصرة سورة آل عمران الآية 69 قوله تعالى * (ودت طائفة من أهل الكتاب) * يعني أرادت وتمنت جماعة من أهل الكتاب * (لو يضلونكم) * أي يصرفونكم عن دين الإسلام * (وما يضلون إلا أنفسهم) * أي وبال ذلك يرجع إلى أنفسهم ويقال وما يضلون إلا أمثالهم أمثالهم كقوله عز وجل * (فاقتلوا أنفسكم) * سورة البقرة 54 يعني بعضكم بعضا * (وما يشعرون) * قال مقاتل * (وما يشعرون) * أنهم يضلون بأنفسهم وقال الكلبي * (وما يشعرون) * أن الله يدل نبيه عليه السلام على ضلالتهم أي يطلعه سورة آل عمران الآيات 70 - 71 ثم قال عز وجل * (يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله) * يقول لم تجحدون بالقرآن * (وأنتم تشهدون) * أنه نبي الله لأنهم كانوا يخبرون بأمره قبل مبعثه ويقال * (بآيات الله) * يعني عجائبه ودلائله ويقال بآية الرجم ثم قال عز وجل * (يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل) * يعني تخلطون الكفر بالإيمان لأنهم آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه * (وتكتمون الحق) * يعني نعت محمد صلى الله عليه وسلم * (وأنتم تعلمون) * أنه حق وأنه في التوراة سورة آل عمران الآية 72
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»