تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٢٥١
قوله تعالى * (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب) * يعني التوراة والإنجيل ثم قال * (والحكم) * يعني الفهم * (والنبوة) * وهو عيسى ابن مريم عليهما السلام * (ثم يقول للناس) * ما جاز له أن يقول للناس * (كونوا عبادا لي من دون الله) * ويقال إن اليهود والنصارى اختلفوا فيما بينهم فجاء الفريقان جميعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال كل فريق نحن أولى بإبراهيم عليه السلام فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم على الخطأ فغضبوا وقالوا والله ما تريد إلا أن نتخذك حنانا فأنزل الله تعالى * (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب) * يعني القرآن * (والحكم) * يعني الحلال والحرام والنبوة * (ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله) * * (ولكن) * يقول لهم * (كونوا ربانيين) * يعني متعبدين ويقال كونوا علماء فقهاء قال الزجاج الربانيون أرباب العلم والبيان أي كونوا علماء * (بما كنتم تعلمون الكتاب) * يعني كونوا عاملين بما كنتم تعلمون لأن العالم إنما يقال له عالم إذا عمل بعلمه وإن لم يعمل بعلمه فليس بعالم لأن من ليس له من علمه منفعة فهو والجاهل سواء ثم قال تعالى * (وبما كنتم تدرسون) * يقول بما كنتم تقرؤون يعني كونوا علماء بذلك عاملين به قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو * (بما كنتم تعلمون) * بنصب التاء والتخفيف يعني يعلمكم الكتاب ودرسكم والباقون بضم التاء والتشديد يعني تعلمون غيركم فإنما يأمركم بذلك * (ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا) * يعني عيسى وعزيرا والملائكة صلوات الله عليهم ولو أمركم بذلك لكفر وتنزع منه النبوة * (أيأمركم بالكفر) * يعني بعبادة الملائكة * (بعد إذ أنتم مسلمون) * يعني مخلصون بالتوحيد لله قرأ عاصم وحمزة وابن عامر * (ولا يأمركم) * بنصب الراء انصرف إلى قوله * (ما كان لبشر أن يؤتيه الله) * فيصير نصبا بأن والباقون * (ولا يأمركم) * بضم الراء على معنى الابتداء سورة آل عمران 81 قوله تعالى * (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين) * يعني الميثاق حيث أخرجهم من صلب آدم عليه السلام وأخذ عليهم العهد والميثاق أن يبلغ الأول الآخر وأن يصدق الآخر الأول فذلك قوله تعالى * (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين) * يعني إقرار النبيين * (لما آتيتكم) * قرأ حمزة * (لما آتيتكم) * بكسر اللام والتخفيف يعني بما آتيتكم والباقون بنصب اللام ومعناه فما آتيتكم يعني أي كتاب آتيتكم لتؤمنوا به وقرأ بعضهم بنصب اللام والتشديد يعني حين آتيتكم * (من كتاب وحكمة) * يعني بيان الحلال والحرام وقرأ نافع * (آتيناكم) * بلفظ الجماعة وهو لفظ الملوك والباقون (آتيتكم) بلفظ الوحدان ويقال أخذ الميثاق بالوحي فلم يبعث نبيا
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»