تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٢٥٣
ولد في الإسلام أسلم طوعا ومن أبى قوتل حتى دخل في الإسلام كرها وأما أفاء الله عليهم مما يسبون فيجاء بهم في السلاسل فيكرهون على الإسلام وقال مجاهد يسجد ظل المسلم ووجهه طائع ويسجد ظل الكافر وهو كاره وقال مقاتل * (وله أسلم من في السماوات) * يعني الملائكة والأرض يعني المؤمنين طوعا وكرها يعني أهل الأديان يقولون الله ربهم وخالقهم فذلك إسلامهم وهم مشركون ومعنى قوله * (وله أسلم من في السماوات والأرض) * قال الزجاج وله أسلم من في السماوات والأرض أي خضعوا من جهة ما فطرهم عليه ودبرهم لا يمتنع ممتنع من جبلة ما جبل عليها ولا يقدر على تغيير ما خلق عليه ثم قال * (وإليه ترجعون) * كما خلقكم أي كما بدأكم فلا تقدرون على الامتناع كذلك يبعثكم كما بدأكم قرأ عاصم في رواية حفص * (يرجعون) * وقرأ الباقون بالتاء سورة آل عمران 84 ثم قال * (قل آمنا بالله) * خاطب النبي صلى الله عليه وسلم وأراد به أمته فقال قل للمؤمنين إن لم يؤمن أهل الكتاب فقولوا أنتم آمنا بالله * (وما أنزل علينا) * أي آخر الآية وقد ذكرناه في سورة البقرة سورة آل عمران 85 قوله تعالى * (ومن يبتغ غير الإسلام دينا) * قال الكلبي نزلت في شأن وطعمه بن أبيرق ومقيس بن ضبابة والحارث بن سويد ومرثد وكانوا عشرة وقال الكلبي كانوا اثني عشر وقال الضحاك يعني لا يقبل الله من جميع الخلق من أهل الأديان دينا غير الإسلام ومن تدين بدين غير دين الإسلام * (فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) * أي من المغبونين لأنه ترك منزله في الجنة واختار منزله في النار سورة آل عمران 86 - 90 ثم قال تعالى * (كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق) * يعني
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»