____________________
(ولا تحسبن (1) الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا) نزلت في شهداء بدر أو أحد والخطاب للرسول أو لكل أحد (بل) هم (أحياء عند ربهم) مقربون شرفا (يرزقون فرحين بما آتاهم (2) الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم) زمانا أو رتبة (ألا خوف (3) عليهم (4) ولا هم يحزنون) وفيه حث على الجهاد وترغيب في الشهادة وازدياد الطاعة (يستبشرون) كرر ليتعلق به ما هو بيان لقوله (أن لا خوف)، أو الأول بحال إخوانهم والثاني بحال أنفسهم (بنعمة من الله) أجرا لأعمالهم (وفضل) زيادة عليه ونكر تعظيما (وأن (5) الله لا يضيع أجر المؤمنين (6) الذين استجابوا لله والرسول) بالخروج إلى بدر الصغرى لغزوة أبي سفيان وقومه (من بعد ما أصابهم القرح (7)) بأحد (للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم) ومن للبيان إذا لمستجيبون كلهم محسنون متقون لما رجع أبو سفيان وأصحابه فبلغوا الروحاء ندموا وهموا بالعود فبلغ ذلك النبي فندب أصحابه لطلبهم وقال لا يخرجن معنا إلا من حضر يومنا بالأمس فخرج في جماعة على ما بهم من القرح حتى بلغوا حمراء الأسد على ثمانية أميال من المدينة فألقى الله الرعب في قلوب المشركين فذهبوا (الذين قال لهم الناس) هو نعيم بن مسعود الأشجعي كان أبو سفيان خرج في أهل مكة يريد قتال رسول الله ببدر الصغرى فألقى الله عليه الرعب فرجع فلقي نعيم فوعده عشرة من الإبل إن تثبط أصحاب محمد من القتال ففترهم فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) والذي نفسي بيده لأخرجن ولو وحدي فخرج في سبعين وهم يقولون حسبنا الله (إن الناس) أي أبو سفيان وأصحابه (قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم (8)) المقول أو القول أو القائل (إيمانا) قوي يقينهم وعزمهم على الجهاد (وقالوا حسبنا الله) كافيا (ونعم الوكيل) هو (فانقلبوا) رجعوا من بدر (بنعمة من الله) بعافية وزيادة إيمان (وفضل) ربح من التجارة التي وافوا بها سوق بدر (لم يمسسهم سوء) من كيد عدو (واتبعوا رضوان (9) الله والله ذو فضل عظيم إنما ذلكم الشيطان) يعني المثبط نعيما أو أبا سفيان أي هو قول الشيطان (يخوف أوليائه) القاعدين عن الخروج مع النبي أو يخوفكم من أوليائه أبي سفيان وأتباعه (فلا تخافوهم وخافون (10)) فأطيعوا رسولي وجاهدوا معه (إن كنتم مؤمنين (11)) إذ المؤمن لا يخاف إلا الله (ولا يحزنك (12) الذين يسارعون في الكفر) يقعون فيه سريعا (إنهم لن يضروا الله شيئا) بكفرهم وإنما يضرون أنفسهم (يريد الله ألا يجعل لهم حظا) نصيبا من الثواب (في الآخرة) وفي ذكر الإرادة إشعار ببلوغهم الغاية في الكفر حتى أراد أرحم الراحمين أن لا يرحمهم (ولهم عذاب عظيم) بدل الثواب (إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله