____________________
أريد بها جهة السفل كالسماء جهة العلو وإلا فلا وجميعا حال من ما (ثم استوى إلى السماء) أخذ في خلقها وإتقانها (فسويهن) عدلهن عن العوج والفطور والضمير للسماء إن فسرت بالجنس أو الجمع وإلا فمبهم يفسره ما بعده كربه رجلا (سبع سماوات) بدل أو مفسر (وهو بكل شئ عليم) علم المصالح فخلق ما فيه صلاحكم (وإذ قال ربك) أي اذكر الحادث فحذف الحادث وأقيم الظرف مقامه أو ظرف لقالوا (للملائكة) الذين كانوا في الأرض مع إبليس وقد طردوا عنها الجن لإفسادهم فيها (إني جاعل في الأرض خليفة) يكون حجة لي في أرضي على خلقي (قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) كما فعلته الجن والنسناس (ونحن نسبح) ننزهك عما لا يليق بك متلبسين (بحمدك ونقدس لك) نطهر أرضك ممن يعصيك فاجعل ذلك الخليفة منا (قال إني أعلم ما لا تعلمون) من الصلاح الكائن فيه ومن الكفر الباطن فيمن هو فيكم وهو إبليس (وعلم آدم الأسماء كلها) أسماء المخلوقات قيل اضطره إلى العلم بها أو ألقاه في قلبه أي علمه أسماء الأجناس التي خلقها وخواصها وما يتبعها من المنافع الدينية والدنيوية وقيل أريد أسماؤه الحسنى التي بها خلقت المخلوقات وبتعليمها كلها إياه خلقه من أجزاء متباينة وقوى مختلفة ليستعد لإدراك أنواع المدركات ليتأتى له بمعرفتها مظهريته لأسماء الله الحسنى كلها وجامعيته جميع الوجوه اللائقة به (ثم عرضهم على الملائكة) الضمير للمسميات المدلول عليها بالأسماء والتذكير لتغليب ما فيها من العقلاء (فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء) المعروضات تبكيت لهم وبيان لأحقية آدم بالخلافة (إن كنتم صادقين) أنكم أحق بالخلافة (قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا) إقرار بالقصور وإيذان بأن سؤالهم كان استعلاما لا اعتراضا (إنك أنت العليم) بكل شئ (الحكيم) المصيب في كل فعل (قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم) أخبرهم بالحقائق المكنونة منهم ليعرفوا جامعيتك لها وقدرة الله على الجمع بين الصفات المتباينة في مخلوق واحد (فلما أنبئهم بأسمائهم) فعرفوها (قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض) سرهما (وأعلم ما تبدون) من ردكم علي (وما كنتم تكتمون) من أنه لا يأتي أفضل منكم وفي الآيات دلالة على شرف الإنسان والعلم وفضله على العبادة وتوقف الخلافة عليه وإن آدم أفضل من الملائكة لأنه أعلم منهم (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) لما في صلبه من نور محمد وأهل بيته وهذا السجود كان لهم تعظيما وإكراما ولله سبحانه عبودية ولآدم طاعة (فسجدوا إلا إبليس) إنما دخل في الأمر لكونه منهم بالولاء ولم يكن من جنسهم (أبى واستكبر) ترفع (وكان من الكافرين) أي صار منهم باستكباره (وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك) حواء ولم يخاطبهما أولا إشعارا بأنه المقصود وهي تبع له (الجنة) من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس وتغرب وقيل دار الثواب إذ لا معهود غيرها (وكلا منها رغدا) واسعا بلا تعب (حيث شئتما) أي مكان منها (ولا تقربا هذه الشجرة) هي الحنطة أو الكرمة أو التينة أو شجرة تحمل أنواع المطاعم والفواكه وهى شجرة علم محمد وآل محمد