____________________
(63 - سورة المنافقين إحدى عشرة آية مدنية) (بسم الله الرحمن الرحيم) (إذا جاءك المنافقون قالوا) نفاقا (نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله) على الحقيقة (والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) في قولهم نشهد لأن الشهادة إخبار عن علم ولا يكون إلا عن مواطاة القلب واللسان وهؤلاء كانت قلوبهم مخالفة لألسنتهم (اتخذوا أيمانهم) الكاذبة (جنة) وقاية لأنفسهم وأموالهم (فصدوا) الناس (عن سبيل الله) عن دينه (إنهم ساء ما كانوا يعملون) أي عملهم (ذلك) المذكور من أوصافهم (بأنهم آمنوا) ظاهرا (ثم كفروا) باطنا بإصرار (فطبع على قلوبهم) أي تمكن الكفر فيها حتى صارت كالمختوم عليها (فهم لا يفقهون) الحق فلم يخلصوا الإيمان (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم) ضخامة وجمالا (وإن يقولوا تسمع لقولهم) لفصاحته وحلاوته (كأنهم خشب (1) مسندة) إلى حائط في خلوهم من العلم والخير (يحسبون (2) كل صيحة) كنداء في العسكر ونحوه (عليهم) أي واقعة عليهم لخورهم واتهامهم (هم العدو) الكاملون في العداوة (فاحذرهم قاتلهم الله) دعاء عليهم بالهلاك (أنى يؤفكون) كيف يصرفون عن الهدى (وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا (3) رؤسهم) تعنتا وكراهة لذلك (ورأيتهم يصدون) يعرضون عن ذلك (وهم مستكبرون) عن إتيان الرسول (سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم) لإصرارهم على كفرهم (إن الله لا يهدي القوم الفاسقين) لا يلطف بهم لعدم نفع اللطف فيهم (هم الذين يقولون) لقومهم الأنصار (لا تنفقوا على من عند رسول الله) من المهاجرين (حتى ينفضوا) عنه (ولله خزائن السماوات والأرض) من الأرزاق لا يملكها سواه (ولكن المنافقين لا يفقهون) ذلك (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل) يعني المؤمنين (ولله العزة) الغلبة والقوة (ولرسوله وللمؤمنين) بإعزازه لهم (ولكن المنافقين لا يعلمون) ذلك (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم) لا تشغلكم...