تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤٣٧
في ما كانوا فيه يختلفون * (46) * ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون * (47) * وبدا لهم سيات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون * (48) * فإذا مس الانسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم) * بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون * (49) * قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون * (50) * فأصابهم سيات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيات ما كسبوا وما هم بمعجزين * (51) * أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون * (52) *، قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم * (53) * وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون * (54) * واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون * (55) * أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين * (56) * أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين * (57) *
____________________
فيما (1) كانوا فيه يختلفون) في أمر الدين فاحكم بيني وبينهم (ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا) ظهر (لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) وعيد بليغ ونظيره في الوعد فلا تعلم نفس ما أخفي لهم (وبدا لهم سيئات ما كسبوا) في صحائفهم أو بدا جزاء سيئاتهم (وحاق بهم) وأحاط (ما كانوا به يستهزؤون) أي العذاب (فإذا مس الإنسان) جنسه (ضر دعانا) ملتجأ عكس ما كان عليه من اشمئزازه من التوحيد واستبشاره بذكر الأصنام ولذا عطف بالفاء على وإذا ذكر الله وحده وما بينهما اعتراض (ثم إذا خولناه نعمة منا) أعطيناه إنعاما (قال إنما أوتيته على علم) من الله باستحقاقي له أو مني بوجوه جلبه (بل هي فتنة) اختبار له أيشكر أم يكفر (ولكن أكثرهم لا يعلمون) ذلك (قد قالها) أي تلك الكلمة أو المقالة (الذين من قبلهم) قارون وقومه لرضاهم بها (فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون) من المال (فأصابهم سيئات ما كسبوا) جزاءه سمي سيئة للمقابلة (والذين ظلموا من هؤلاء) أي قريش (سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين) بفائتين وقد أصابهم القحط سبع سنين والقتل ببدر (أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق) يوسعه (لمن يشاء ويقدر) ويضيقه (إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) بأنه الباسط القابض (قل يا عبادي (2) الذين أسرفوا) الذنوب والخيانات (على أنفسهم لا تقنطوا (3)) لا تيأسوا (من رحمة الله) ومغفرته وفضله (إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) عن علي (عليه السلام) ما في القرآن آية أوسع منها قيل والآية بالغة في اتساع رحمته بوسم المؤمنين بذل العبودية وإضافتهم إليه الموجبين للترحم وقصر إسرافهم على أنفسهم ونهيهم عن القنوط المتضمن لتحقيق الرجاء وإضافة الرحمة إلى اسمه دون ضميره وتكريره في إن الله والتعليل لذلك مصدرا بأن مع تأكيد الذنوب بجميعها وتعليله بما يتضمن الوعد بالمغفرة والرحمة مؤكدا بأن والفصل وتعريف الخبر (وأنيبوا) ارجعوا (إلى ربكم) بالتوبة (وأسلموا) أخلصوا العمل (له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون) تمنعون منه (واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم) أي القرآن أو العزائم دون الرخص (من قبل أن يأتيكم العذاب وأنتم لا تشعرون) بإتيانه أي لأن أو كراهة (أن تقول نفس يا حسرتا (4)) يا ندمتي احضري (على ما فرطت) قصرت (في جنب الله) في حقه أو طاعته أو أمره أو قربه، وعنهم (عليهم السلام) نحن جنب الله (وإن) مخففة أي إن (كنت لمن الساخرين) المستهزءين بالقرآن والرسول والمؤمنين (أو تقول لو أن الله هداني) أرشدني إليه دينه (لكنت من المتقين) معاصيه...

(1) في ما: مختلف فيه.
(2) يا عباد الذين.
(3) لا تقنطوا بكسر الطاء.
(4) يا حسرتاه وقفا - يا حسرتاى بفتح الياء في الوصل.
وباسكانها في الوقف وفى الوصل.
(٤٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 ... » »»