تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤٢٦
فكان من المدحضين * (141) * فالتقمه الحوت وهو مليم * (142) * فلو لا أنه كان من المسبحين * (143) * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون * (144) *، فنبذناه بالعراء وهو سقيم * (145) * وأنبتنا عليه شجرة من يقطين * (146) * وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون * (147) * فامنوا فمتعناهم إلى حين * (148) * فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون * (149) * أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون * (150) * ألا إنهم من إفكهم ليقولون * (151) * ولد الله وإنهم لكاذبون * (152) * اصطفى البنات على البنين * (153) * ما لكم كيف تحكمون * (154) * أفلا تذكرون * (155) * أم لكم سلطان مبين * (156) * فأتوا بكتبكم إن كنتم صادقين * (157) * وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون * (158) * سبحان الله عما يصفون * (159) * إلا عباد الله المخلصين * (160) * فإنكم وما تعبدون * (161) * ما أنتم عليه بفاتنين * (162) * إلا من هو صال الجحيم * (163) * وما منا إلا له مقام معلوم * (164) * وإنا لنحن الصافون * (165) * وإنا لنحن المسبحون * (166) * وإن كانوا ليقولون * (167) * لو أن عندنا ذكرا من الأولين * (168) * لكنا عباد الله المخلصين * (169) * فكفروا به فسوف يعلمون * (170) * ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * (171) *
____________________
(فكان من المدحضين) المغلوبين بالقرعة فقال: أنا الآبق ورمى بنفسه في البحر (فالتقمه الحوت) ابتلعه (وهو مليم) آت بما يلام عليه من ترك الأولى بذهابه بلا إذن من ربه (فلو لا أنه كان من المسبحين) المصلين أو الذاكرين أو في بطن الحوت يقول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين (للبث في بطنه إلى يوم يبعثون) ميتا ويحشر منه أو حيا (فنبذناه) ألقيناه من بطنه (بالعراء) المكان الخالي من نبت يستره من يومه أو بعد ثلاثة أيام أو أكثر (وهو سقيم) كفرخ لا ريش عليه (وأنبتنا عليه شجرة من يقطين) القرع فغطته بأوراقها (وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون) أريد وصفهم بالكثرة في رأى الرائي أي إذا رآهم قال: هم مائة ألف أو أكثر، وروي يزيدون ثلاثين ألفا (فآمنوا فمتعناهم إلى حين) إلى آجالهم (فاستفتهم) سل قومك توبيخا (ألربك البنات) إذ قالوا: الملائكة بنات الله (ولهم البنون) تلك إذا قسمة ضيزى (أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون) خلقنا إياهم فيؤنثونهم (ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله) بقولهم: الملائكة بناته (وإنهم لكاذبون) في قولهم (اصطفى (1)) بهمزة الاستفهام الإنكاري وحذف همزة الوصل تخفيفا (البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون) بما لا يقبله عقل ولا عاقل (أفلا تذكرون) تنزهه عن ذلك (أم لكم سلطان مبين) حجة بينة على ما تقولون (فأتوا بكتابكم) المتضمن لحجتكم (إن كنتم صادقين) في قولكم (وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا) أي الملائكة لاجتنانهم عن العيون وقيل:
قالوا إن الله صاهر الجن فحدث الملائكة (ولقد علمت الجنة إنهم) أي الكفرة خاصة أو مع الجنة (لمحضرون) في العذاب (سبحان الله عما يصفون) بقولهم (إلا عباد الله المخلصين) منقطع من تصفون أو محضرون أو متصل منه إن عم ضمير هم وما بينهما اعتراض (فإنكم) أيها الكفرة خاصة أو مع الجنة (وما تعبدون) من الأصنام (ما أنتم عليه) على الله (بفاتنين) بمغوين أحدا (إلا من هو صال (3) الجحيم) إلا من سبق في علمه أن يصلى النار بسوء اختياره (وما منا) أحد: هو قول الملائكة (إلا له مقام معلوم) من الطاعة لا يتجاوزه (وإنا لنحن الصافون) في العبادة والطاعة (وإنا لنحن المسبحون) المنزهون الله عن السوء، وقيل هو قول النبي أي ما منا معاشر المؤمنين إلا له مقام معلوم في الجنة وإنا لنحن الصافون في الصلاة المقدسون لله (وإن كانوا ليقولون) أي كفار مكة وإن مخففة واللام فارقة (لو أن عندنا ذكرا) كتابا (من الأولين) من كتبهم المنزلة عليهم (لكنا عباد الله المخلصين) العبادة (فكفروا به) بالذكر (فسوف يعلمون) عاقبة كفرهم (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين) أي وعدنا لهم ويفسره:

(1) بهمزة الوصل مكسورة في الابتداء ومن قرأ اصطفى بهمزة الوصل فجعلها حكاية عنهم وصل.
(2) المحصلين: بكسر اللام.
(3) صالى.
(٤٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 ... » »»