تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤٣٣
كل يجرى لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفر * (5) * خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمت ثلث ذالكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون * (6) * إن تكفروا فإن الله غنى عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم) * بذات الصدور * (7) *، وإذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعوا إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار * (8) * أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب * (9) * قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب * (10) * قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين * (11) * وأمرت لأن أكون أول المسلمين * (12) *
____________________
كل يجري (1) لأجل مسمى) منتهى دوره أو يوم القيامة (ألا هو العزيز الغفار خلقكم من نفس واحدة) فيه إتيان خلق آدم من غير أب وأم وتشعب الخلق الكثير منه لأن حواء منه كما قال (ثم جعل منها زوجها) من فضل طينته أو من ضلعه وهو آية ثالثة وثم لتفاوت ما بين الآيتين (وأنزل لكم) أنشأ بسبب ما أنزله من المطر أو قسم لأن قسمته كتبت في اللوح وتنزل من هناك (من الأنعام) الإبل والبقر والضأن والمعز (ثمانية أزواج) من كل زوجين ذكر وأنثى (يخلقكم في بطون أمهاتكم (2)) أنتم وسائر الحيوان (خلقا من بعد خلق) نطفا ثم علقا ثم مضغا ثم عظاما ثم كسوتها لحما ثم حيوانا سويا (في ظلمات ثلاث) ظلمة البطن والرحم والمشيمة (ذلكم) الفاعل لهذه (الله ربكم) المالك لكم (له الملك) على الحقيقة (لا إله إلا هو فأنى) فكيف (تصرفون) عن توحيده إلى الإشراك به (إن تكفروا فإن الله غني عنكم) عن إيمانكم (ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه (3) لكم) الهاء لمصدر تشكروا (ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبؤكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور) مر مثله مرارا (وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا) راجعا (إليه) لكشف ضره (ثم إذا خوله) أعطاه من الخول التعهد والافتخار (نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه) أي الضر الذي كان يدعو ربه إلى كشفه أو ربه الذي كان يدعو ربه إلى كشفه أو ربه الذي كان يتضرع إليه وما بمعنى من (من قبل وجعل لله أندادا) شركاء (ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا) مدة حياتك الزائلة (إنك من أصحاب النار) في الآخرة (أمن (5) هو قانت) منقطعة أي بل أمن هو قانت كمن هو عاص (آناء الليل) ساعاته (ساجدا وقائما) جامعا بين الصفتين (يحذر الآخرة) أي عذابها (ويرجو رحمة ربه) فهو متقلب بين الخوف والرجاء (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) بالمواعظ والآيات وعن الصادق (عليه السلام) نحن الذين يعلمون وعدونا الذين لا يعلمون وشيعتنا أولوا الألباب (قل يا عباد (6) الذين آمنوا اتقوا ربكم) بأن تطيعوه (للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة) في الآخرة هي الجنة (وأرض الله واسعة) فمن لم يتمكن من الطاعة فليهاجر إلى حيث يتمكن منها (إنما يوفى الصابرون) على الطاعة والمحن (أجرهم بغير حساب) أي لا يحصر لكثرته أو لا يحاسبون (قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين) بتوحيده (وأمرت) بذلك (لأن) لأجل أن (أكون أول المسلمين) سابقهم في الدارين أو أول من أسلم من هذه الأمة...

(1) تجرى.
(2) إمهاتكم: بكسر الهمزة والميم المشددة - إمهاتكم: بكسر الهمزة وفتح الميم المشددة.
(3) يرضهو.
(4) ليضل: بفتح الياء.
(5) أمن: بتخفيف النون المفتوحة (6) يا عبادي.
(٤٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 ... » »»