تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤٤١
من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب * (13) * فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون * (14) * رفيع الدرجات ذو العرش يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق * (15) * يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شئ لمن الملك اليوم لله الواحد القهار * (16) * اليوم تجزى كل نفس) * بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب * (17) * وأنذرهم يوم الأزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع * (18) * يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور * (19) * والله يقضى بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشئ إن الله هو السميع البصير * (20) * أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق * (21) * ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوى شديد العقاب * (22) * ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطن مبين * (23) * إلى فرعون وهامان وقرون فقالوا سحر كذاب * (24) * فلما جاءهم بالحق من عندنا
____________________
من السماء رزقا * بالمطر (وما يتذكر) ما يتعظ بالآيات (إلا من ينيب) يرجع إليه معرضا عن الشرك (فادعوا الله مخلصين له الدين) من الشرك (ولو كره الكافرون رفيع الدرجات) ارتفعت درجات كماله وجلاله من أن يشرك به أو رافع درجات الأنبياء والأولياء في الجنة أو مقامات الملائكة (ذو العرش) خالقه المستولي عليه (يلقي الروح) الوحي (من أمره) من عالم أمره (على من يشاء من عباده) أن يخصه بالرسالة (لينذر) الملقى إليه (يوم التلاق (1)) يوم القيامة لتلاقي الأرواح والأجساد فيه وأهل السماء والأرض والعمال وأعمالهم (يوم هم (2) بارزون) من قبورهم أو بارزة سرائرهم (لا يخفى على الله منهم شئ) من أعمالهم وغيرها (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار اليوم تجزى كل نفس بما كسبت) إن خيرا فخير وإن شرا فشر (لا ظلم اليوم) بنقص ثواب أو زيادة عقاب (إن الله سريع الحساب) لا يشغله شأن عن شأن (وأنذرهم يوم الآزفة) الدانية أي القيامة إذ كل آت قريب (إذ القلوب لدى (3) الحناجر) ترتفع وتلتصق بها من الخوف (كاظمين) ممتلئين غما (ما للظالمين من حميم) قريب محب (ولا شفيع يطاع) أي لا شفاعة ولا إجابة (يعلم خائنة الأعين) أي خيانتها أو النظرة إلى محرم (وما تخفي الصدور) تضمر القلوب (والله يقضي بالحق) لعلمه به وقدرته عليه وغناه عن الظلم (والذين يدعون من دونه لا يقضون بشئ) لأنها جمادات (إن الله هو السميع) لأقوالهم (البصير) بأفعالهم (أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم) من الأمم المكذبة لرسلهم (كانوا أشد منهم قوة) في أنفسهم (وآثارا في الأرض) من أبنية عجيبة (فأخذهم الله) أهلكهم (بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق (4)) عذابه (ذلك) الأخذ (بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات) بالمعجزات الواضحات (فكفروا فأخذهم الله إنه قوي) قادر على ما يريد (شديد العقاب) إذا عاقب (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا) المعجزات (وسلطان مبين) برهان بين (إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب) أي موسى وفيه تسلية للرسول صلى الله عليه وآله وسلم (فلما جاءهم بالحق من عندنا...

(1) التلاقى.
(2) يوم هم. مقطوع الاتفاق وفى " 51 - سورة الذاريات " كذلك لان " هم " فيها مبتدأ وما بعده خبره فلذلك - فصل وهم فيما عداهما في موضع الخفض فلذلك وصل.
(3) في بعض المصاحف " لدا " بالألف على اللفظ وفى بعضها بالياء لانقلاب الألف ياء مع الإضافة إلى المكنى كما رسم إلى وعلى.
(4) وافى - قف.
(٤٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 ... » »»