____________________
(ومن يهد الله) يلطف به لكونه أهل اللطف (فما له من مضل أليس الله بعزيز) غالب أمره (ذي انتقام) من أعدائه (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله) معترفين بذلك (قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله) أي الأصنام (إن أرادني الله (1) بضر هل هن كاشفات ضره (2) أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته (3) قل حسبي الله) كاشفا للضر ومصيبا بالرحمة (عليه يتوكل المتوكلون) به يثق الواثقون (قل يا قوم اعملوا على مكانتكم) حالكم وقرئ مكافاتكم (إني عامل) على حالي (فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه) وقد أخزاهم الله ببدر (ويحل عليه عذاب مقيم) دائم هو عذاب النار (إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس) لتضمنه مصالح دينهم ودنياهم (بالحق) متلبسا به (فمن اهتدى فلنفسه) لعود نفعه إليها (ومن ضل فإنما يضل عليها) لأن ضرره لا يتعداها (وما أنت عليهم بوكيل) فتجبرهم على الهدى (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها) يقبضها بقطع تعلقها عنها في الجملة لا بالكلية (فيمسك التي قضى عليها الموت (4)) ولا يردها إلى البدن (ويرسل الأخرى) النائمة إلى بدنها فتستيقظ (إلى أجل مسمى) هو وقت موتها (إن في ذلك) المذكور (لآيات) على قدرته وحكمته (لقوم يتفكرون) في هذا التدبير العجيب فيعلمون أن من تفرد به منزه عن الشريك قادر على البعث (أم اتخذوا) بل اتخذ المشركون (من دون الله) آلهة (شفعاء) عند الله (قل أولو) يشفعون ولو (كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون) كما ترونهم جمادات لا تقدر ولا تعقل (قل لله الشفاعة جميعا) أي هو مختص بها فلا يشفع أحد إلا بإذنه (له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون (5)) يوم القيامة فلا ملك حينئذ إلا له (وإذا ذكر الله وحده) دون آلهتهم (اشمأزت) نفرت وانقبضت (قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه) أي الأصنام (إذا هم يستبشرون) تمتلئ قلوبهم سرورا حتى تنبسط بشرتهم (قل اللهم) بمعنى يا الله (فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك...