تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤٢٩
الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتنه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب * (24) * فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب * (25) * يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد) * بما نسوا يوم الحساب * (26) * وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما بطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار * (27) * أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار * (28) * كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب * (29) * ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب * (30) * إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد * (31) * فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب * (32) * ردوها على فطفق مسحا) * بالسوق والأعناق * (33) * ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب * (34) * قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب * (35) * فسخرنا له الريح تجرى بأمره رخاء حيث أصاب * (36) * والشياطين كل بناء وغواص * (37) *
____________________
الصالحات وقليل ما هم) ما زائدة لتأكيد القلة (وظن داود أنما فتناه) اختبرناه بتلك الحكومة (فاستغفر ربه وخر راكعا) ساجدا (وأناب) ناب (فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى) لقربة قبل ذلك وبعده (وحسن مآب) في الجنة روي كانت خطيئته في رسم الحكم من المسارعة إلى قوله لقد ظلمك قبل أن يسأل البينة من المدعي ويقول للمدعى عليه:
ما تقول (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض) في إقامة الدين وتدبير أمر الناس (فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى) تهيج له أو من باب إياك أعني (فيضلك عن سبيل الله) وهو طريق الحق (إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب) بسبب نسيانهم إياه وهو ضلالهم عن السبيل (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا) لا لغرض أو عبثا (ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار) أقيم الظاهر مقام المضمر للتصريح بكفرهم وإشارة إلى العلة (أم) بل (نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض) استفهام إنكار للتسوية بين الفريقين لتأكيد نفي خلقها باطلا وكذا (أم نجعل المتقين كالفجار) كرر الإنكار باعتبار وصفين آخرين يمتنع من الحكيم التسوية بينهما (كتاب) هذا كتاب (أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته) ليتأملوها (وليذكر أولوا الألباب) وليتعظ ذوو العقول فيؤمنوا (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب) رجاع إلى الله في مرضاته (إذ عرض عليه بالعشي) بعد الظهر (الصافنات) الصافن من الخيل القائم على ثلاث وطرف الحافر الرابعة (الجياد) جمع جواد وهو السريع في الجري (فقال إني أحببت) أردت (حب الخير) أي الخيل سماها خيرا لأنه معقود بنواصيها كما في الخبر (عن ذكر ربي) عن أمري إياي بحبها وارتباطها أو عن الصلاة (حتى توارت) أي الشمس بدلالة العشي عليها (بالحجاب) بحجاب الأفق أي غربت أو حتى غابت الخيل عن بصره حين أجريت (ردوها) أي الشمس (علي) أيها الملائكة الموكلون بها فردت فصلى كما ردت ليوشع وعلي (عليهما السلام) (فطفق مسحا بالسوق والأعناق) جعل يمسح سوقها وأعناقها بيده حبابها وقيل مسحها بالسيف أي ذبحها وتصدق بلحمها وقيل وسم سوقها وأعناقها فجعلها في سبيل الله (ولقد فتنا سليمان) امتحناه (وألقينا على كرسيه جسدا) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن سليمان قال لأطوفن الليلة على سبعين امرأة تلد كل واحدة فارسا يجاهد في سبيل الله ولم يقل إن شاء الله فطاف عليهن فلم تحمل إلا واحدة بشق رجل ولو قال إن شاء الله لجاهدوا فرسانا (ثم أناب) رجع منقطعا إلى الله (قال) انقطاعا أو لخلاف الأولى (رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي) لا يكون (لأحد من بعدي) أي غيري وروي لا ينبغي لأحد من بعدي أن يقول إنه مأخوذ بالغلبة والجور (إنك أنت الوهاب فسخرنا له الريح (1) تجري بأمره رخاء) لينة أي في وقت وعاصفة في آخر أو مطيعة (حيث أصاب) أراد (والشياطين) عطف على الريح (كل بناء) أبنية (وغواص) في البحر يستخرج اللؤلؤ

(1) الرياح.
(٤٢٩)
مفاتيح البحث: سبيل الله (2)، الظنّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 ... » »»