تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤٢٨
رحمة ربك العزيز الوهاب * (9) * أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب * (10) * جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب * (11) * كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد * (12) * وثمود وقوم لوط وأصحاب ليكة أولئك الأحزاب * (13) * إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب * (14) * وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق * (15) * وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب * (16) * اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب * (17) * إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق * (18) * والطير محشورة كل له أواب * (19) * وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب * (20) * وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب * (21) * إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط * (22) * إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب * (23) * قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا
____________________
رحمة ربك) التي من جملتها النبوة (العزيز) الغالب (الوهاب) ما يشاء لمن يشاء فيخصون بها من شاؤوا (أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا) أي إن زعموا ذلك فليصعدوا (في الأسباب) في المعارج الموصلة إلى السماء فيأتوا بالوحي إلى من اختاروا (جند ما) هم جند حقير فما مزيدة للتحقير (هنالك) يوم بدر أو الخندق أو الفتح (مهزوم) عما قريب (من الأحزاب) من جملة الكفار المتحزبين على الرسل وأنت غالبهم فلا تبال (كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد) ذوي الجموع الكثيرة المقوية لملكه كما يقوي الوتد الشئ أو ذو الملك الثابت وقيل كان نبذ أربعة أوتاد لمن يعذبه ويشد إليها يديه ورجليه (وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة (1)) الغيضة وهم قوم شعيب (أولئك الأحزاب) المتحزبون على الرسل (إن كل) منهم (إلا كذب الرسل فحق عقاب (2)) فوجب لذلك عقابي لهم (وما ينظر هؤلاء (3)) أي قومك أو الأحزاب المذكورون (إلا صيحة) نفخة (واحدة ما لها من فواق (4)) توقف مقدار فواق وهو ما بين الحلبتين أو رجوع لأن الواحدة تكفي أمرهم (وقالوا) مستهزئين (ربنا عجل لنا قطنا) قسطنا من العذاب الموعود أو الجنة (قبل يوم الحساب) فقال تعالى (اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود) فقد ابتلي أيضا (ذا الأيد) القوة في العبادة يقوم نصف الليل ويصوم يوما ويفطر يوما (إنه أواب) رجاع إلى مرضاة الله (إنا سخرنا الجبال معه يسبحن) بتسبيحه (بالعشي والإشراق) الرواح والصباح (والطير محشورة) مجموعة عليه تسبح معه (كل) من الجبال والطير (له أواب) رجاع إلى طاعته والتسبيح معه (وشددنا ملكه) قويناه بإلهيته والجنود كان يحرس محرابه كل ليلة ثلاثون ألف رجل (وآتيناه الحكمة) النبوة والإصابة في الأمور (وفصل الخطاب) الكلام البين الدال على المقصود بلا التباس أو القضاء بالبينة واليمين أو قيل أما بعد وهو أول من تكلم بها (وهل أتاك نبأ الخصم) ألم يأتك وقد أتاك الآن فتنبه له (إذ تسوروا المحراب) صعدوا سور الغرفة (إذ دخلوا على داود ففزع منهم) لدخولهم عليه في يوم احتجابه بلا إذن من غير الباب (قالوا لا تخف خصمان) نحن فريقان متخاصمان (بغى) تعدى (بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط) تجر في الحكم (واهدنا إلى سواء الصراط) وسطه أي العدل (إن هذا أخي) في الدين أو الخلطة (له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة) وهو تمثيل أي له نساء كثير ولي امرأة واحدة (فقال أكفلنيها) وعسر اجعلني كافلها أي ملكنيها (وعزني في الخطاب) غلبني في الحجاج (قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء) الشركاء (ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا

(1) ليسكة بحذف الألف قبل اللام المفتوحة وبعدها وفتح التاء المربوطة كما في الآية 176: 26 سورة الشعراء.
(2) عقابي.
(3) هؤلاى: بكسر الياء.
(4) فواق: بضم أوله وكسر آخره.
(٤٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 ... » »»