____________________
(وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب) من أنواعهما وخصا بالذكر لكثرة منافعهما (وفجرنا فيها من العيون (1)) بعضهما (ليأكلوا من ثمره (2)) ثمر المذكور من الجنات (وما عملته أيديهم (3)) منه كالدبس ونحوه أو ولم تعمله أيديهم وإنما هو بخلق الله (أفلا يشكرون) إنكار لترك الشكر أي فليشكروا نعمه (سبحان الذي خلق الأزواج) الأصناف (كلها مما تنبت الأرض) من أزواج النبات (ومن أنفسهم) من الذكور والإناث (ومما لا يعلمون) من أزواج لم يروها ولم يسمعوا بها (وآية لهم الليل نسلخ منه) نزيل ونفصل عن مكانه (النهار) استعير من سلخ الجلد (فإذا هم مظلمون) داخلون في الظلام (والشمس تجري لمستقر لها) لمنتهى دورها (ذلك تقدير العزيز العليم والقمر (4) قدرناه) من حيث سيره (منازل) ثمانية وعشرين ينزل كل ليلة منزلا منها (حتى) يتم الدور في ثماني وعشرين ليلة من كل شهر حتى (عاد) في آخر منازله للرائي (كالعرجون القديم) كالعذق العتيق في الدقة والتقوس والاصفرار وفي الأخبار ما كان لستة أشهر (لا الشمس ينبغي) يتأتى (لها أن تدرك القمر) في سرعة سيره لإخلال ذلك بالنظام (ولا الليل سابق النهار) لا يدخل في وقته بل يتعاقبان، وفي الرضوي: النهار قبل الليل واستدل بالآية (وكل) من الشمس والقمر والسيارات (في فلك يسبحون) يسيرون نزلت منزلة من تعقل أو لها أنفس تعقل (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم) وقرئ ذرياتهم أي صبيانهم ونسائهم (في الفلك المشحون) المملوء (وخلقنا لهم من مثله) مثل الفلك (ما يركبون) من الإبل فإنها سفن البر أو من السفن الصغار والكبار المعمولة بتعليمنا (وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ) مغيث (لهم ولا هم ينقذون) من الغرق (إلا رحمة منا ومتاعا) أي لا نخلصهم إلا لرحمتنا لهم وتمتيعنا إياهم (إلى حين) آجالهم (وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم) وقائع الأمم الماضية وأمر الساعة أو ما تقدم من ذنوبكم وما تأخر أو عذاب الدنيا وعذاب الآخرة أو عكسه (لعلكم ترحمون) لتكونوا راجين رحمة الله وجواب إذا أعرضوا بدلالة (وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين) لا يتفكرون فيها (وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله) من ماله على خلقه (قال الذين كفروا) مشركو قريش وقد استطعمهم فقراء المؤمنين أو منكرو الصانع (للذين آمنوا) استهزاء بهم (أنطعم من لو يشاء الله أطعمه) في زعمكم (إن أنتم إلا في ضلال مبين) إذ أمرتمونا بما ينافي معتقدكم (ويقولون متى هذا الوعد) بالبعث (إن كنتم صادقين) فيه فأجابهم تعالى (ما ينظرون) ينتظرون (إلا صيحة واحدة) وهى النفخة الأولى...