____________________
(قال قائل منهم إن كان لي قرين) جليس في الدنيا (يقول) توبيخا (أإنك لمن المصدقين) بالبعث (أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون) مجزيون (قال) ذلك القائل لجلسائه (هل أنتم مطلعون) إلى النار فأريكم ذلك القرين (فاطلع) عليه (فرآه) أي قرينة (في سواء الجحيم) في وسطه (قال تالله إن كدت لتردين) لتهلكني بإغوائك وإن مخففة واللام فارقة (ولولا نعمة ربي) باللطف والعصمة (لكنت من المحضرين) معك فيها (أفما نحن بميتين) أي أنحن مخلدون فما من شأننا الموت (إلا موتتنا الأولى) التي في الدنيا (وما نحن بمعذبين) على الكفر (إن هذا لهو الفوز العظيم) من قوله أو قول الله تصديقا له (لمثل هذا فليعمل العاملون) يدل على جواز العبادة لنيل الثواب والخلاص عن العقاب (أذلك) المذكور (خير نزلا) تمييز وهو ما يعد للنازل من ضيف وغيره (أم شجرة الزقوم) نزل أهل النار وهي شجرة مرة منتنة بتهامة وقيل لا وجود لها في الدنيا (إنا جعلناها فتنة للظالمين) اختبارا لهم في الدنيا فإنهم حين سمعوا أنها في النار قالوا النار تحرق الشجر فكيف ينبته جهلا بقدرة الله أو عذابا لهم في الآخرة (إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم) في قعر جهنم وفروعها ترفع إلى دركاتها (طلعها) حملها (كأنه رؤس الشياطين) في القبح شبه بمنجل أو بحيات لها أعراف أو رؤس قباح تسمى شياطين (فإنهم لآكلون منها) من طلعها (فمالئون (1) منها البطون) لشدة جوعهم أو جبرهم على أكلها (ثم إن لهم عليها) بعد الأكل إذا عطشوا (لشوبا من حميم) لشراب من غساق أو صديد مشوبا بماء حميم (ثم إن مرجعهم لألى الجحيم) يشعر بخروج الحميم عنها وإنهم يوردونه ثم يردون إليها (إنهم ألفوا آباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون) يسرعون (ولقد ضل قبلهم) قبل قومك (أكثر الأولين ولقد أرسلنا فيهم منذرين) رسلا مخوفين (فانظر كيف عاقبة المنذرين) من المهالك والعذاب (إلا عباد الله المخلصين (2)) دينهم لله (ولقد نادانا نوح) بربي انصرني ونحوه (فلنعم المجيبون) له نحن (ونجيناه وأهله من الكرب العظيم) الغرق أو أذى قومه (وجعلنا ذريته هم الباقين) فالناس كلهم من بنيه الثلاثة إذ مات من عداهم وأزواجهم من أهل السفينة (وتركنا) أبقينا (عليه في الآخرين) من الأمم (سلام على نوح) من الله أو ثناء (في العالمين) ثابت فيهم يسلمون عليه إلى يوم القيامة (إنا كذلك) الجزاء (نجزي المحسنين) أي استحق هذا الجزاء بإحسانه...