تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤١٢
فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم) * بما يصنعون * (8) * والله الذي أرسل الريح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور * (9) * من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصلح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور * (10) * والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتب إن ذلك على الله يسير * (11) * وما يستوى البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون * (12) * يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى ذالكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير * (13) * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك
____________________
(فلا تذهب (1)) تهلك (نفسك عليهم (2)) على المزين لهم (حسرات) اغتماما بكفرهم وغيهم (إن الله عليم بما يصنعون) فيجازيهم به (والله الذي أرسل الرياح (3) فتثير سحابا) تهيجه (فسقناه) التفات إلى التكلم يفيد الاختصاص (إلى بلد ميت (4) فأحيينا به) بمائه (الأرض بعد موتها) يبسها (كذلك النشور) أي مثل إحياء الأرض إحياء الأموات (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا) أي فليطلبها من عنده بطاعته لأنها له كلها (إليه يصعد الكلم الطيب) هو التوحيد (والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون) المكرات (السيئات) بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (لهم عذاب شديد) جزاء مكرهم (ومكر أولئك هو يبور) يبطل ولا ينفذ (والله خلقكم من تراب) بخلق آدم منه (ثم من نطفة) بخلق نسله منها (ثم جعلكم أزواجا) ذكورا وإناثا (وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر) ما يزاد في عمر من يطول عمره (ولا ينقص (5) من عمره إلا في كتاب) اللوح أو علمه تعالى (إن ذلك) المذكور (على الله يسير) هين (وما يستوي البحران هذا عذب فرات) شديد العذوبة (سائغ شرابه) في الحلق هنئ (وهذا ملح أجاج) شديد الملوحة وهذا مثل للمؤمن والكافر (ومن كل) منهما (تأكلون لحما طريا) هو السمك (وتستخرجون) من الملح أو منهما (حلية تلبسونها) هي اللؤلؤ والمرجان (وترى الفلك فيه) في كل منهما (مواخر) تمخر الماء أي تشقه بجريها (لتبتغوا من فضله) بالركوب للتجارة (ولعلكم تشكرون) الله على ذلك (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى) هو منتهى دوره أو مدته أو يوم القيامة (ذلكم) الفاعل لهذه الأشياء (الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير) قشر نواة (إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا) فرضا (ما استجابوا لكم) لأنهم لا يملكون شيئا (ويوم القيامة يكفرون بشرككم) بإشراككم أي يبرؤون من عبادتكم إياهم (ولا ينبئك) يخبرك بحقيقة الحال...

(1) تذهب: بضم أوله وكسر الهاء.
(2) نفسك: بفتح السين عليهم بضم الهاء.
(3) الريح.
(4) ميت: بسكون الياء.
(5) ينقص " بفتح أوله ".
(٤١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 ... » »»