تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤٢٠
مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون * (67) * ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون * (68) * وما علمنه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين * (69) * لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين * (70) * أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعما فهم لها مالكون * (71) * وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون * (72) * ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون * (73) * واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون * (74) * لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون * (75) * فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون * (76) * أولم ير الانسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين * (77) * وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهى رميم * (78) * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم * (79) * الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون * (80) * أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقدر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلق العليم * (81) * إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون * (82) * فسبحن الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون * (83) *
____________________
مكانتهم (1)) مكانهم لا يبرحونه (فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون) لا يقدرون على ذهاب ولا مجئ (ومن نعمره) نطل عمره (ننكسه (2)) نقلبه من النكس وشدد من التنكيس (في الخلق) بانتقاض بنيته وضعف قوته (أفلا يعقلون (3)) أن من قدر على ذلك قادر على البعث (وما علمناه) أي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (الشعر) بتعليم القرآن المباين له لفظا ومعنا رد لقولهم إنه شاعر (وما ينبغي) يتأتى (له إن هو إلا ذكر) عظة (وقرآن مبين) للأحكام والدلائل (لينذر (4)) القرآن أو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (من كان حيا) متعقلا لا غافلا كالميت أو مؤمنا فإنه المنتفع بالإنذار (ويحق القول) بالعذاب (على الكافرين) قوبل بهم الحي لأنهم في عداد الموتى (أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا) استعير عمل الأيدي للتفرد بالعمل (أنعاما) إبلا وبقرا وغنما (فهم لها مالكون) متملكون أو ضابطون قاهرون (وذللناها) سخرناها لهم (فمنها ركوبهم ومنها يأكلون) اللحم والجبن (ولهم فيها منافع) كالجلود وما نبت عليها (ومشارب) من لبنها (أفلا يشكرون) الله المنعم بذلك (واتخذوا من دون الله آلهة) فوضعوا الشرك مكان الشكر (لعلهم ينصرون) رجاء أن يعضدوهم أو يمنعوهم من العذاب (لا يستطيعون نصرهم وهم لهم) لآلهتهم (جند محضرون) معدون لحفظهم وخدمتهم أو محضرون معهم في النار (فلا يحزنك قولهم) الباطل في الله أو فيك (إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون) فنجازيهم به (أولم ير الإنسان) يعلم المنكر للبعث (أنا خلقناه من نطفة) ثم نقلناه حالا فحالا حتى أكملنا عقله (فإذا هو خصيم مبين) ومن قدر على ذلك كيف لا يقدر على الإعادة (وضرب لنا مثلا) أمرا عجيبا وهو نفي قدرته تعالى على إحياء الموتى (ونسي خلقه) من النطفة (قال من يحيي العظام وهي رميم) بالية (قل يحييها الذي أنشأها أول مرة) فإنه على إعادتها أقدر (وهو بكل خلق) مخلوق (عليم) فيعلم تفاصيله وأجزائه المتفرقة في البقاع والسباع وغيرها فيجمع الأجزاء الأصلية للآكل والمأكول (الذي جعل لكم من الشجر الأخضر) المرخ والعفار أو كل شجر إلا العناب (نارا) يحك بعضه ببعض غصنين رطبين فتنقدح النار (فإذا أنتم منه توقدون) متى شئتم فمن قدر أن يودع النار في جسم رطب يقطر منه الماء المضاد لها فتستخرج منه عند الحاجة قادر على البعث (أوليس الذي خلق السماوات والأرض) مع عظمهما (بقادر على أن يخلق مثلهم) في الصغر أي يعيدهم (بلى وهو الخلاق العليم) بكل شئ (إنما أمره) شأنه (إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون (5) فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ) بقدرته عليه (وإليه ترجعون (6)) في الآخرة فيجازى كلا بعمله...

(1) مكاناتهم.
(2) ننكسه: بفتح أوله وفسكون فضم فسكون فضم.
(3) تعقلون.
(4) لتنذر.
(5) فيكون: بضم اخره.
(6) ترجعون: بفتح أوله وكسر الجيم.
(٤٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 ... » »»