____________________
مكانتهم (1)) مكانهم لا يبرحونه (فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون) لا يقدرون على ذهاب ولا مجئ (ومن نعمره) نطل عمره (ننكسه (2)) نقلبه من النكس وشدد من التنكيس (في الخلق) بانتقاض بنيته وضعف قوته (أفلا يعقلون (3)) أن من قدر على ذلك قادر على البعث (وما علمناه) أي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (الشعر) بتعليم القرآن المباين له لفظا ومعنا رد لقولهم إنه شاعر (وما ينبغي) يتأتى (له إن هو إلا ذكر) عظة (وقرآن مبين) للأحكام والدلائل (لينذر (4)) القرآن أو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (من كان حيا) متعقلا لا غافلا كالميت أو مؤمنا فإنه المنتفع بالإنذار (ويحق القول) بالعذاب (على الكافرين) قوبل بهم الحي لأنهم في عداد الموتى (أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا) استعير عمل الأيدي للتفرد بالعمل (أنعاما) إبلا وبقرا وغنما (فهم لها مالكون) متملكون أو ضابطون قاهرون (وذللناها) سخرناها لهم (فمنها ركوبهم ومنها يأكلون) اللحم والجبن (ولهم فيها منافع) كالجلود وما نبت عليها (ومشارب) من لبنها (أفلا يشكرون) الله المنعم بذلك (واتخذوا من دون الله آلهة) فوضعوا الشرك مكان الشكر (لعلهم ينصرون) رجاء أن يعضدوهم أو يمنعوهم من العذاب (لا يستطيعون نصرهم وهم لهم) لآلهتهم (جند محضرون) معدون لحفظهم وخدمتهم أو محضرون معهم في النار (فلا يحزنك قولهم) الباطل في الله أو فيك (إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون) فنجازيهم به (أولم ير الإنسان) يعلم المنكر للبعث (أنا خلقناه من نطفة) ثم نقلناه حالا فحالا حتى أكملنا عقله (فإذا هو خصيم مبين) ومن قدر على ذلك كيف لا يقدر على الإعادة (وضرب لنا مثلا) أمرا عجيبا وهو نفي قدرته تعالى على إحياء الموتى (ونسي خلقه) من النطفة (قال من يحيي العظام وهي رميم) بالية (قل يحييها الذي أنشأها أول مرة) فإنه على إعادتها أقدر (وهو بكل خلق) مخلوق (عليم) فيعلم تفاصيله وأجزائه المتفرقة في البقاع والسباع وغيرها فيجمع الأجزاء الأصلية للآكل والمأكول (الذي جعل لكم من الشجر الأخضر) المرخ والعفار أو كل شجر إلا العناب (نارا) يحك بعضه ببعض غصنين رطبين فتنقدح النار (فإذا أنتم منه توقدون) متى شئتم فمن قدر أن يودع النار في جسم رطب يقطر منه الماء المضاد لها فتستخرج منه عند الحاجة قادر على البعث (أوليس الذي خلق السماوات والأرض) مع عظمهما (بقادر على أن يخلق مثلهم) في الصغر أي يعيدهم (بلى وهو الخلاق العليم) بكل شئ (إنما أمره) شأنه (إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون (5) فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ) بقدرته عليه (وإليه ترجعون (6)) في الآخرة فيجازى كلا بعمله...