تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤١٥
هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا * (39) * قل أرءيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات أم آتيناهم كتبا فهم على بينات منه بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا * (40) *، إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا * (41) * وأقسموا بالله جهد أيمنهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا * (42) * استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا * (43) * أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شئ في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا * (44) * ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا * (45) *
____________________
(هو الذي جعلكم خلائف في الأرض) جمع خليف أي تخلفون من قبلكم في التصرف فيها أو يخلف بعضكم بعضا (فمن كفر فعليه كفره) وبال كفره (ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا) أشد البغض (ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا) للآخرة (قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله) أي أصنامكم التي أشركتموها بالله تعالى (أروني ماذا خلقوا من الأرض) بدل اشتمال من (أرأيتم) أي أخبروني أي شئ منها خلقوه (أم لهم شرك) شركة مع الله (في السماوات) في خلقها (أم آتيناهم) أي الأصنام أو المشركين (كتابا فهم على بينة (1)) حجة (منه) بأنا جعلناهم شركاء (بل إن يعد الظالمون بعضهم) أي الرؤساء (بعضا) أي الأتباع (إلا غرورا) باطلا بقولهم الأصنام تشفع لهم (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا) كراهة زوالهما أو يمنعهما من الزوال (ولئن زالتا إن) ما (أمسكهما من أحد من بعده) بعد الله أو بعد زوالهما (إنه كان حليما) لا يعاجل بالعقوبة (غفورا) للذنوب (وأقسموا) أي قريش قبل بعث محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حين سمعوا أن أهل الكتاب كذبوا رسلهم (بالله جهد أيمانهم) غاية جهدهم فيها (لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم) اليهود والنصارى وغيرهم (فلما جاءهم نذير) هو محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (ما زادهم إلا نفورا) تباعدا عن الهدى (استكبارا في الأرض) مفعول له أو بدل من نفورا (ومكر السيئ (2)) مصدر أضيف إلى صفة معموله أي وإن مكروا المكر السيئ (ولا يحيق) يحيط (المكر السيئ إلا بأهله) وهو الماكر (فهل ينظرون) ينتظرون (إلا سنة (3) الأولين) سنة الله فيهم من تعذيبهم بتكذيبهم (فلن تجد لسنة (4) الله تبديلا ولن تجد لسنة (4) الله تحويلا) فلا يبدل بالعذاب غيره ولا يحول إلى غير مستحقه (أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم) مما يشاهدونه من آثار إهلاكهم (وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه) ليسبقه ويفوته (من شئ في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما) بكل شئ (قديرا) على ما يشاء (ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا) من الذنوب (ما ترك على ظهرها) ظهر الأرض (من دابة) نسمة تدب عليها بشؤمهم (ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى) هو يوم القيامة (فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا) فيجازيهم بأعمالهم.

(1) ببنات.
(2) السئ: بضم الهمزة.
(3) سنت.
(4) لسنت.
(٤١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 ... » »»