____________________
(هو الذي جعلكم خلائف في الأرض) جمع خليف أي تخلفون من قبلكم في التصرف فيها أو يخلف بعضكم بعضا (فمن كفر فعليه كفره) وبال كفره (ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا) أشد البغض (ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا) للآخرة (قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله) أي أصنامكم التي أشركتموها بالله تعالى (أروني ماذا خلقوا من الأرض) بدل اشتمال من (أرأيتم) أي أخبروني أي شئ منها خلقوه (أم لهم شرك) شركة مع الله (في السماوات) في خلقها (أم آتيناهم) أي الأصنام أو المشركين (كتابا فهم على بينة (1)) حجة (منه) بأنا جعلناهم شركاء (بل إن يعد الظالمون بعضهم) أي الرؤساء (بعضا) أي الأتباع (إلا غرورا) باطلا بقولهم الأصنام تشفع لهم (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا) كراهة زوالهما أو يمنعهما من الزوال (ولئن زالتا إن) ما (أمسكهما من أحد من بعده) بعد الله أو بعد زوالهما (إنه كان حليما) لا يعاجل بالعقوبة (غفورا) للذنوب (وأقسموا) أي قريش قبل بعث محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حين سمعوا أن أهل الكتاب كذبوا رسلهم (بالله جهد أيمانهم) غاية جهدهم فيها (لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم) اليهود والنصارى وغيرهم (فلما جاءهم نذير) هو محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (ما زادهم إلا نفورا) تباعدا عن الهدى (استكبارا في الأرض) مفعول له أو بدل من نفورا (ومكر السيئ (2)) مصدر أضيف إلى صفة معموله أي وإن مكروا المكر السيئ (ولا يحيق) يحيط (المكر السيئ إلا بأهله) وهو الماكر (فهل ينظرون) ينتظرون (إلا سنة (3) الأولين) سنة الله فيهم من تعذيبهم بتكذيبهم (فلن تجد لسنة (4) الله تبديلا ولن تجد لسنة (4) الله تحويلا) فلا يبدل بالعذاب غيره ولا يحول إلى غير مستحقه (أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم) مما يشاهدونه من آثار إهلاكهم (وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه) ليسبقه ويفوته (من شئ في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما) بكل شئ (قديرا) على ما يشاء (ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا) من الذنوب (ما ترك على ظهرها) ظهر الأرض (من دابة) نسمة تدب عليها بشؤمهم (ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى) هو يوم القيامة (فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا) فيجازيهم بأعمالهم.