تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤١٤
إن الله عزيز غفور * (28) * إن الذين يتلون كتب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور * (29) * ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور * (30) * والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير * (31) * ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق) * بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير * (32) * جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير * (33) * وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور * (34) * الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب * (35) * والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزى كل كفور * (36) * وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صلحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير * (37) * إن الله علم غيب السماوات والأرض إنه عليم) * بذات الصدور * (38) *
____________________
(إن الله عزيز) في انتقامه من أعدائه (غفور) لزلات أوليائه (إن الذين يتلون كتاب الله) يقرؤن القرآن أو يتبعونه بالعمل بما فيه (وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية) المسنون والمفروض (يرجون تجارة) كسب ثواب بذلك خبر إن (لن تبور) لن تكسد ولن تهلك (ليوفيهم أجورهم) ثواب أعمالهم المذكورة (ويزيدهم من فضله) على ما استحقوه (إنه غفور) لسيئاتهم (شكور) لحسناتهم (والذي أوحينا إليك الكتاب) جنسه (هو الحق مصدقا) حال مؤكدة أي أحقه مصدقا (لما بين يديه) لما تقدمه من الكتب (إن الله بعباده لخبير بصير) عالم بالبواطن والظواهر (ثم أورثنا الكتاب) عبر بالماضي لتحققه (الذين اصطفينا من عبادنا) وهم علماء الأمة أو جميعها، عنهم (عليهم السلام): هي لنا خاصة (فمنهم) من عبادنا أو ممن اصطفينا (ظالم لنفسه) راجح السيئات (ومنهم مقتصد) متساوي الحسنات والسيئات (ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله) راجح الحسنات وقيل الظالم صاحب الكبيرة والمقتصد صاحب الصغيرة والسابق المعصوم وقيل الظالم الجاهل والمقتصد المتعلم والسابق العالم، وعن الصادق (عليه السلام): الظالم منا من لا يعرف حق الإمام والمقتصد من يعرف حقه والسابق الإمام، وقدم الظالم لكثرة أفراده (ذلك هو الفضل الكبير) إشارة إلى الإيراث والسبق (جنات عدن يدخلونها (1) يحلون فيها من أساور) بعضها (من ذهب) بيان (ولؤلؤا (2)) أي مكلل بلؤلؤ (ولباسهم فيها حرير وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن) الهم للدين والدنيا (إن ربنا لغفور) للذنوب (شكور) للطاعات (الذي أحلنا دار المقامة) أي الإقامة (من فضله) من عطائه وتفضله بتكليفنا مما استوجبنا به ذلك (لا يمسنا فيها نصب) تعب (ولا يمسنا فيها لغوب) تعب وإعياء إذ لا تكليف (والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى) لا يحكم (عليهم) بموت (فيموتوا) يستريحوا (ولا يخفف عنهم من عذابها) شئ (كذلك) الجزاء (نجزي كل (3) كفور) شديد الكفر (وهم يصطرخون فيها) يستغيثون بصراخ أي صياح قائلين: (ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل) نحسبه صالحا فقد تحقق الآن لنا خلافه فيقال لهم توبيخا (أولم نعمركم ما) عمرا (يتذكر فيه من تذكر) روي أنها ستون وقيل أربعون وقيل ثماني عشر (وجاءكم النذير) الرسول أو الكتاب أو الشيب أو العقل أو موت الأهل (فذوقوا فما للظالمين من نصير) يدفع العذاب عنهم (إن الله عالم غيب السماوات والأرض) ولا يخفى عليه شئ (إنه عليم بذات الصدور) بمضمراتها فغيرها أولى بأن يعلمه...

(1) يدخلونها. بضم أوله وفتح الخاء.
(2) لولوء.
(3) يجزى " بضم أوله وفتح الزاي " بكل: بتشديد اللام بالضم.
(٤١٤)
مفاتيح البحث: الحزن (1)، الظلم (1)، التجارة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»