تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤٠٣
أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليما * (51) * لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شئ رقيبا * (52) * يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير نظرين إناه ولكن إذا دعيتم فأدخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستنسين لحديث إن ذالكم كان يؤذى النبي فيستحي منكم والله لا يستحى من الحق وإذا سألتموهن متعا فسألوهن من وراء حجاب ذالكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذالكم كان عند الله عظيما * (53) * إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شئ عليما * (54) * لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله كان على كل شئ شهيدا * (55) * إن الله وملئكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما * (56) * إن الذين يؤذون الله
____________________
(أدنى) أقرب إلى (أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن) لاستوائهن في هذا الحكم (كلهن) تأكيد من فاعل يرضين (والله يعلم ما في قلوبكم) فلا تسروا ما يسخطه (وكان الله عليما) بخلقه (حليما) لا يعاجل بالعقوبة (لا يحل) بالياء والتاء (لك النساء) المحرمات في سورة النساء (1) (من بعد) بعد النساء اللاتي أحللناهن لك بالآية السابقة (ولا أن تبدل بهن من أزواج) منع من فعل الجاهلية كان الرجلان منهم يتبادلان فينزل كل منهما عن زوجته للا ~ خر (ولو أعجبك حسنهن) حسن المحرمات عليك (إلا) لكن (ما ملكت يمينك) فيحل وقيل لا يحل لك النساء بعد التسع وهن في حقه كالأربع في حقنا، وعن الصادق (عليه السلام) إنما عنى اللاتي حرمن عليه في آية النساء (1) ولو كان الأمر كما يقولون لكان قد حل لكم ما لم يحل له (وكان الله على كل شئ رقيبا) حفيظا (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم) إلا وقت الإذن أو إلا مأذونا لكم (إلى طعام) فأدخلوا حينئذ (غير ناظرين إناه) منتظرين إدراكه مصدر أنى يأني أي لا تدخلوا قبل نضجه فيطول لبثكم (ولكن إذا دعيتم فأدخلوا فإذا طعمتم فانتشروا) بالخروج (ولا مستأنسين لحديث) يحدث بعضكم بعضا عطف على ناظرين أو مقدر بلا تمكثوا (إن ذلكم كان يؤذي النبي) لتضيقكم عليه وعلى أهله المنزل (فيستحي منكم) أن يخرجكم (والله لا يستحي من الحق) أي لا يترك بيان الحق وهو إخراجكم (وإذا سألتموهن) أي نساء النبي (متاعا) مما يحتاج إليه (فاسألوهن (2)) المتاع (من وراء حجاب) ستر (ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) من خواطر الريبة (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله) بشئ حيا وميتا (ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا) بعد وفاته أو فراقه ومن دخل بها أو غيرها (إن ذلكم) الإيذاء والنكاح (كان عند الله) ذنبا (عظيما إن تبدوا شيئا) في نكاحهن (أو تخفوه) في قلوبكم (فإن الله كان بكل شئ عليما) فيجازيكم به وفيه تهديد بليغ (لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن) أن لا يحتجبن به عنهم ولم يذكر العم والخال لأنهما كالوالدين أو الأخوين (ولا نسائهن) أي المؤمنات أو كل النساء (ولا ما ملكت أيمانهن) من الإماء أو ما يعمها والعبد كما مر في النور (3) (واتقين الله) فيما كلفتنه (إن الله كان على كل شئ شهيدا) لا يغيب عنه شئ (إن الله وملائكته يصلون على النبي) يثنون عليه ويعظمونه (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) ومفادها وجوب الصلاة والسلام عليه في الجملة ويحتمل وجوبها في التشهد والتسليم عليه في حياته أو أريد به الانقياد لأمره (إن الذين يؤذون الله...

(1) انظر الآية 23 منها.
(2) فسلوهن.
(3) انظر الآية 31 منها.
(٤٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 ... » »»