تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣٦٨
إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون * (65) * بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون * (66) * وقال الذين كفروا أإذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون * (67) * لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين * (68) * قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عقبة المجرمين * (69) * ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون * (70) * ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين * (71) * قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون * (72) * وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون * (73) * وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون * (74) * وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتب مبين * (75) * إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون * (76) * وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين * (77) * إن ربك يقضى بينهم بحكمه وهو العزيز العليم * (78) * فتوكل على الله إنك على الحق المبين * (79) * إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين * (80) * وما أنت بهدى العمى عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون * (81) *، وإذا وقع القول عليهم
____________________
إلا الله) متصل وأريد بمن فيهما من تعلق علمه بهما ولو إجمالا لا من فيهما حقيقة ليعلم الله وأولى العلم من خلقه بالتشكيك كالعالم والرحيم فليس فيه سوء أدب بإبهام التسوية بينه تعالى وبينهم أو منقطع ورفع مستثناه على لغة تميم والمعنى إن كان الله ممن فيهما ففيهما من يعلم الغيب لكنه ليس منهم فلا يعلمونه وفيه أن استثناء نقيض المقدم لا ينتج فلا يلزم من امتناع كونه تعالى ممن فيهما عدم علمه الغيب (وما يشعرون أيان) متى (يبعثون بل ادارك) تدارك وقرئ أدرك كأكرم أي انتهى وتكامل (علمهم في الآخرة) في شأنها أي حصل لهم بالحجج أسباب استحكام العلم وتكامله بأن القيامة كائنة وهم ينكرونه وقيل وصفوا بالعلم تهكما بهم (بل هم في شك منها) مع تمكنهم من اليقين بتدبر حججها (بل هم منها عمون) عن إدراك حججها لعدم التدبر (وقال الذين كفروا أإذا (1) كنا ترابا وآباؤنا أإنا (2) لمخرجون) من القبور تقدير لعماهم (لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل) قبل وعد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (إن هذا إلا أساطير الأولين) أكاذيبهم التي سطروها (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين) تهديد لهم على الكفر بأن يصيبهم ما أصاب الكفرة قبلهم (ولا تحزن عليهم) حرصا على إيمانهم (ولا تكن في ضيق مما يمكرون) في ضيق صدر من مكرهم فأنا عاصمك منهم (ويقولون متى هذا الوعد) العذاب الموعود (إن كنتم صادقين) فيه (قل عسى أن يكون ردف لكم) لحقكم واللام زائدة أو ضمن ردف معنى أزف ودنا (بعض الذي تستعجلون) وقوعه وهو عذاب بدر (وإن ربك لذو فضل على الناس) ومنه تأخير عذاب الكفرة (ولكن أكثرهم لا يشكرون) فضله عليهم (وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم) تخفيه (وما يعلنون) يظهرونه فيجازيهم به (وما من غائبة في السماء والأرض) خافية فيهما وهما اسمان لما يغيب ويخفى كالذبيحة أو صفتان والتاء للمبالغة كالراوية (إلا في كتاب مبين) وهو اللوح (إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون) كأمر عزير وعيسى وغيرهما (وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين) لمن آمن منهم ومن غيرهم (إن ربك يقضي بينهم) بين من آمن ومن كفر (بحكمه) بما يحكم به وهو عدله (وهو العزيز) فلا يغلب (العليم) بالقضاء بالحق (فتوكل على الله) ولا تكترث بهم (إنك على الحق المبين) البين والمحق أحق بأن يثق بنصر الله (إنك لا تسمع الموتى) شبهوا بالموتى لعدم تدبرهم ما يتلى عليهم كما شبهوا بالصم في (ولا تسمع الصم (3) الدعاء إذا ولوا مدبرين) فهم حينئذ بعيد عن الأسماع (وما أنت بهادي العمي (4) عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون) مخلصون بالتوحيد (وإذا وقع القول عليهم) أي قرب وقوع المقول وهو ما وعدوه من البعث والعذاب...

(1) آإذا.
(2) آإننا. آإنا.
(3) ولا يسمع: بفتح الياء والميم. الصم: بتشديد الميم بالضم.
(4) تهد العمى: بفتح الياء.
(٣٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»