____________________
(28 - سورة القصص ثمان وثمانون آية مكية) بسم الله الرحمن الرحيم طسم (1) تلك) الآيات (آيات الكتاب المبين) السورة أو القرآن البين إعجازه أو المبين له (نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون) بعض خبرهما (بالحق) محقين (لقوم يؤمنون) فإنهم المنتفعون به (إن فرعون علا في الأرض) أرض مصر (وجعل أهلها شيعا) فرقا يشيعونه في طاعته أو أصنافا في خدمته أو فرقا مختلفة متعادين لينقادوا له (يستضعف طائفة منهم) وهم بنو إسرائيل (يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم) يستبقيهن لأن كاهنا أخبره بأنه يولد في بني إسرائيل مولود يذهب ملكك على يده (إنه كان من المفسدين) بالقتل وغيره (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض) من خلاصهم من بأسه في المال (ونجعلهم أئمة (2)) مقدمين في الدارين (ونجعلهم الوارثين) لملك فرعون (ونمكن لهم في الأرض) أرض مصر والشام بتسليطهم فيها (ونري فرعون وهامان (3)) وزيره (وجنودهما (4) منهم) من بني إسرائيل (ما كانوا يحذرون) من ذهاب ملكهم وإهلاكهم على يد مولود منهم (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه) ذلك (فألقيه في اليم) البحر أي النيل (ولا تخافي) ضيعته ولا غرقه (ولا تحزني) لفراقه (إنا رادوه إليك) سالما عن قريب (وجاعلوه من المرسلين) فأرضعته ثلاثة أشهر ثم ألح فرعون في طلب الولدان فوضعته في تابوت مطلي داخله بالقار ممهد له فيه وأغلقته وألقته في النيل ليلا (فالتقطه آل فرعون) بتابوته فوضع بين يديه وفتح وأخرج منه موسى (ليكون لهم عدوا وحزنا (5)) اللام للعاقبة (إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين (6)) في كل أمر فليس خطؤهم في تربية عدوهم ببدع منهم (وقالت امرأة فرعون) هو (قرة (5) عين لي ولك) مروي أنه قال لك لا لي ولو قال لي ولك لهداه الله كما هداها (لا تقتلوه) الجمع للتعظيم أو خاطبه وأعوانه (عسى أن ينفعنا) فإن فيه مخايل النفع وذلك أمارات من نوره وارتضاعه إبهامه لبنا وبرأ برص ابنتها بريقه (أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون) أنهم على خطأ في التقاطه (وأصبح فؤاد أم موسى) لما سمعت بالتقاطه (فارغا) من كل شئ سوى همه أو من العقل لدهشتها أو من الحزن لوثوقها بوعد الله (إن) المخففة يعني أنها (كادت لتبدي به) لتظهر بأنه ابنها جزعا وتضجرا...