____________________
(لولا أن ربطنا على قلبها) سكناه بالصبر (لتكون من المؤمنين) المصدقين بوعدنا وجواب لولا دل عليه ما قبلها (وقالت لأخته) مريم (قصيه) اتبعي أثره وتعرفي خبره (فبصرت به عن جنب) عن بعد مجالسة (وهم لا يشعرون) أنها أخته أو لغرضها (وحرمنا عليه المراضع) منعناه أن يرضع منها جمع مرضع الرضاع أي مكانه أي الثدي (من قبل) قبل قصها أثره (فقالت) أخته حين رأت حنوهم عليه (هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم) بتربيته (وهم له ناصحون) بالقيام بأمره (فرددناه إلى أمه كي تقر عينها) بلقائه (ولا تحزن) لفراقه (ولتعلم) عيانا (أن وعد الله) برده إليها (حق ولكن أكثرهم) أي الناس (لا يعلمون) حقيقة وعده (ولما بلغ أشده) كمال شدته وهو ثلاث وثلاثون أو الحلم (واستوى) أي تم في استحكامه وبلغ الأربعين (آتيناه حكما) نبوة (وعلما) بالدين (وكذلك) كما فعلنا له (نجزي المحسنين) بإحسانهم (ودخل) موسى (المدينة) مصر (على حين غفلة من أهلها) وقت القائلة أو ما بين العشاءين أو يوم عيدهم (فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته) إسرائيلي (وهذا من عدوه) قبطي يسخر الإسرائيلي بحمل حطب إلى مطبخ فرعون (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه) طلب أن يغيثه بالنصر (فوكزه موسى) ضربه بجمع كفه (فقضى عليه) فقتله (قال هذا) أي الأمر الذي وقع القتل بسببه (من عمل الشيطان إنه عدو) للإنسان (مضل) له (مبين) بين الإضلال (قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي) ترك الأولى أو قاله انقطاعا إلى الله (فغفر له إنه هو الغفور) لعباده (الرحيم) بهم (قال رب بما أنعمت على) من القوة (فلن أكون ظهيرا للمجرمين) أي فلن استعملها إلا في مظاهرة أوليائك (فأصبح في المدينة خائفا يترقب) الأخبار وما يقال فيه (فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه) يستغيثه بصراخ إلى قبطي آخر (قال له موسى إنك لغوي مبين) من الغواية لكثرة مخاصمتك (فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما) لموسى والإسرائيلي (قال) الإسرائيلي ظانا أن يبطش به لوصفه إياه بالغواية (يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس) أو قاله القبطي إذ أحس مما قاله أنه القاتل للقبطي بالأمس لهذا الإسرائيلي (إن) ما (تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض) عاليا بالقتل والظلم (وما تريد...