تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣٦٥
قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون * (32) * قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين * (33) * قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون * (34) * وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون * (35) * فلما جاء سليمان قال أتمدونن بمال فما آتان الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون * (36) * ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون * (37) * قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين * (38) * قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوى أمين * (39) * قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني ء أشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غنى كريم * (40) * قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون * (41) * فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها
____________________
(قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري) أجيبوني بما عندكم من الرأي (ما كنت قاطعة) قاضية (أمرا حتى تشهدون (1)) تحضرون ملاطفة لهم ليقوموا معها (قالوا نحن أولوا قوة) بأجنادنا وعددنا (وأولوا بأس شديد) شجاعة ونجدة (والأمر إليك) مفوض (فانظري ماذا تأمرين) من حرب أو صلح (قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية) عنوة وقهرا (أفسدوها) خربوها (وجعلوا أعزة أهلها أذلة) أهانوهم بالقتل والأسر ونهب الأموال (وكذلك يفعلون) تقرير لما وصفتهم به أو تصديقا لها من الله تعالى (وإني مرسلة إليهم) رسلا (بهدية) أصانعه بها عن ملكي (فناظرة بم (2) يرجع المرسلون) من حالة فاعمل فأعمل (فلما جاء) الرسول بما معه (سليمان قال) إنكارا (أتمدونن (3) بمال فما آتاني (2) الله) من النبوة والكمالات والقراءة (خير مما آتاكم) من حظ الدنيا (بل أنتم بهديتكم) بما يهدي إليكم (تفرحون) حبا لزيادة المال لقصر هممكم عليه (ارجع إليهم) بما جئت من الهدية (فلنأتينهم بجنود لا قبل) لا طاقة (لهم بها ولنخرجنهم منها) من سبأ (أذلة) بذهاب عزهم (وهم صاغرون) بأسر وإهانة إن لم يأتوا مسلمين إذ لا يحل له أخذه إذا أسلمت (قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت) مارد قوي (من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك) مجلسك للحكم ومدته نصف النهار (وإني عليه) على حمله (لقوي أمين) على ما فيه من جوهر وغيره (قال الذي عنده علم من الكتاب) الكتب المنزلة آصف بن برخيا وزيره كان صديقا يعلم اسم الله الأعظم أو الخضر أو جبرئيل أو سليمان (أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) الطرف تحريك الأجفان للنظر (فلما رآه مستقرا) ساكنا (عنده قال) شكرا (هذا من فضل ربي ليبلوني) ليختبرني (أأشكر) نعمته (أم أكفر) بها (ومن شكر فإنما يشكر لنفسه) لاستدامته لها به واستزادتها (ومن كفر فإن ربي غني) عن شكره وغيره (كريم) يعطيه مع كفره (قال نكروا لها عرشها) بتغيير هيئته اختبارا لعقلها (ننظر أتهتدي) لمعرفته أو للجواب الصائب أو للإيمان (أم تكون من الذين لا يهتدون فلما جاءت قيل أهكذا عرشك) تشبيها عليها (قالت كأنه هو) كانت حكيمة لم تقل هو لجواز كونه مثله (وأوتينا العلم من قبلها...

(1) تشهدونى.
(2) بمه - في الوقف.
(3) أتمدونني - أتمدوني.
(4) آتان.
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»